مقدمة المؤلف
عندما نقول كربلاء فإن أول ما يرد على الخاطر هو استشهاد الإمام الحسين حفيد سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم وما تسبب فيه استشهاده من فرقة عظيمة بين المسلمين ، إن هذا الحدث الجلل الذي يذكره المسلمون جميعا بألم وحزن جعلهم ينظرون بحساسية بالغة إلى كربلاء ، حيث صارت كربلاء موضوعا مهمّا في الأدب العرب والتركي والفارسي بالأعمال المنظومة والمنثورة. كما أضحت محلّا للزيارة منذ استشهاد الإمام الحسين فيها ، واكتسب هذا المكان نوعا من القدسية عند المسلمين جميعا على اختلاف مذاهبهم ، وأدى هذا إلى تكوين ثقافة زيارة كربلاء ، كما كانت كربلاء منزلا للعديد من الرحالة العرب والأجانب.
احتلت كربلاء مكانا مهمّا في العلاقات العثمانية ـ الإيرانية وهذا بسبب وضعها الديني والسياسي والجغرافي ، ولم تكن كربلاء بوضعها هذا مكانا دينيّا مهمّا فقط بل أصبحت ساحة للنزاع السياسي بين الدولتين العثمانية والإيرانية ، ولقد تناولنا هذا الموضوع للشعور بالحاجة إلى تناول تلك المنطقة التي كانت ساحة للنزاع الديني والسياسي في القرن التاسع عشر ، ففي القرن التاسع عشر مرت كربلاء بمراحل متعددة تناولنا منها الفترة الممتدة من ١٨٤٣ م حتى ١٨٧٢ م لأنه في تلك الفترة تم البدء في تطبيق التنظيمات في المنطقة واستمرت تلك الفترة حتى نهاية ولاية