مدحت باشا على بغداد هذا الوالي الذي قام بإصلاحات هامة في كربلاء.
هناك أمر آخر يحثنا على دراسة كربلاء بالإضافة الى الأسباب التي ذكرناها سالفا وهو إظهار مساعى الدولة العثمانية في تطبيق الإصلاحات وكيفية تطبيقها لسياسة المركزية ، والأسئلة التي سعينا للجواب عليها في تلك الدراسة هي كيف طبقت الدولة العثمانية هذه السياسة الجديدة في المنطقة؟ وكيف نظر إليها أهالي كربلاء وإيران التي لم تكفّ لحظة عن الاهتمام بهذا المكان على وجه الخصوص ، وإنجلترا التي سعت إلى ترك بصمة لها في المنطقة من بدايات القرن التاسع عشر ، بل وروسيا أيضا؟.
كما يجب أن نبحث عن سؤال آخر وهو : ما الموقف الديني والسياسي الذي اتخذته الدولة العثمانية من الشيعة في كربلاء؟ وما الذي نتج عن ذلك سياسيّا ودينيّا؟ ، وهل كان هنا فرق بين نظرة الدولة العثمانية لشيعة كربلاء وشيعة إيران أم لا؟ ، وما هذا الفرق؟.
والعمل يتكون من مدخل وخمسة فصول وخاتمة ، تناولنا في المدخل الفترة الممتدة من تأسيس كربلاء كمكان للاستيطان حتى دخولها تحت الحكم العثماني ، وفي الفصل الأول تناولنا البنية الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية لكربلاء بوجه عام ، وفي الفصل الثاني تناولنا أعمال الترميمات والإصلاحات الإدارية التي تمت في ضريح الإمام الحسين في كربلاء وضريح سيدنا عليّ في النجف ، وفي الفصل الثالث تناولنا ثورة كربلاء ضد الحكم العثماني سنة ١٨٤٣ م والاضطرابات الناتجة عن ذلك والتى استمرت بين الدولة العثمانية وإيران حتى ١٨٤٧ م ، وفي الفصل الرابع تناولنا العلاقات العثمانية الإيرانية فيما بين ١٨٤٣ ـ ١٨٤٧ م وأوضحنا كيفية استمرار العلاقات في تلك الفترة ، وفي الفصل الأخير تناولنا البنية الإدارية لكربلاء وما اعتراها من إصلاحات في فترة التنظيمات.
لقد تمّ تناول كربلاء بصورة مباشرة في بعض الأبحاث التي كتبت