٣ ـ مدارس النجف
أصبحت النجف المركز العلمي للشيعة منذ أواسط القرن الحادي عشر تقريبا ، وتلك الفترة هي الفطرة التي بدأت بذهاب الشيخ الطوسي من بغداد إلى النجف ، وأصبحت النجف بمثابة مركز التعليم الديني للشيعة بفضل المؤسسات التعليمية الدينية التي أسسها طلابه من بعده ، وتذكر المصادر الشيعية أنه كان يدرس في النجف في هذا العهد الكلاسيكي (القرن الحادي عشر والثاني عشر) (٣٠٠) مجتهد ، وقد عاشت تلك المنطقة عهدا ذهبيّا كمركز لمرجعية الشيعة الإمامية حتى القرن الثاني عشر ، ومن بعد هذا التاريخ بدأت الحلة تأخذ مكانة النجف ، حيث بدأ رجال العلم الشيعة يتجمعون ويلقون دروسهم هناك ، ومع هذا حافظت النجف على خاصيتها ، وظلت كمركز ثان بعد الحلة حتى القرن السادس عشر ، وكانت كربلاء تأتي بعدهما ، لا سيما وأن الكثيرين من الأشخاص الذين كانوا بمثابة مرجعية للشيعة الإمامية في القرن الثامن والتاسع عشر كانوا قد تربوا ونشؤوا في كربلاء (١).
وقد أسست بعض المدارس في النجف بدعم مباشر من إيران ، وكان يمكن خلف هذا الدعم أهداف سياسية لإيران أكثر من كونه تطويرا للتعليم الديني الشيعي ، ويمكن حصر تلك الأهداف الإيرانية فيما يلي :
١ ـ نقل التأثير الفارسي خارج إيران وتكوين مراكز ثقل تخدم السياسة الإيرانية في تلك الأماكن في المستقبل.
٢ ـ النزاع مع الدولة العثمانية على المنطقة تحت عباءة تأسيس المدارس في النجف ودعم الطلاب والمذهبية.
__________________
Ulama of Najaf and Karbala, MES,) ٠٠٠٢ (, ٧٢) ١ (, s. ٩٦ ـ ٠٧; Ayrlca bkz. J. R. I., Cole," Indian Money\'and the Shl\'l Shirine Cities of Iraq ٦٨٧١ ـ ٠٥٨١", MES, ٢٢) ٦٨٩١ (, s. ٦٦٤.
(١) el ـ Bustanl ,a.g.m.,s.١٧.