الموجودون في الهند؟ وقد لفت هذا النزاع الانتباه إلى ضغوط مكتب الأجانب بالحكومة الهندية ، وإلى أهمية العلاقات العثمانية الإنجليزية ، فتقرر أن تتمّ مسألة منح علماء النجف وكربلاء الأموال بواسطة موظفي بغداد ، وفي النهاية دخلت مقترحات رونيلسون حيز التنفيذ في ١٨٥٧ م.
وخلال الفترة من عام ١٨٥٢ ـ إلى عام ١٩٠٣ م كانت ترسل شهريّا عشرة آلاف جنيه للمجتهدين الموجودين في كربلاء والنجف ، وقد أمّنت تلك الأموال المرسلة من الهند بواسطة الإنجليز أهم مصدر لدعم مجتمع علماء الشيعة في تلك الفترة ، وقد اتبع الموظفون الإنجليز بعض النظريات والتصنيفات في تقسيم تلك الأموال على آخذيها ، وهذا التصنيف الذي كانوا يوزعون الأموال من خلاله : المجتهدون الصغار والطلاب ومجاورو المشايخ وحراس الأماكن المقدسة طبقا للاتفاق الذي تم بينهم وبين الشيخ مرتضى الأنصاري زعيم المجتهدين في عهد رولينسون ، ومن الناحية العملية كان المقسّمان هما أصحاب الصلاحية التامة في توزيع تلك المساعدات على من يريدون في إطار تصنيف لا يدخل ضمن المخصصات العامة.
وفي عام ١٨٦٧ م قام الإنجليز بتغييرات كبيرة في عملية التوزيع ، حيث كانت توجد منازعات خاصة بالتقسيم المشروط في السند عام ١٨٢٥ م ، فقاموا بتنظيمها من جديد ، حيث خصص ثلث المخصصات لمنفعة الهنود الفقراء الذين يقيمون في كربلاء والنجف ، أما إدارة تلك المساعدات الهندية فقد آلت إلى نواب إقبال الدولة من أسرة عواده ، وقد ساعد إقبال الدولة هذا الإنجليز في ثورة الهند عام ١٨٥٦ م ، وقد ظل إقبال الدولة تحت تأثير الإنجليز حتى وفاته عام ١٨٨٧ م. ولم تستطع إنجلترا أن تحقق النجاح كما تريد في تلك الفاعليات التي قامت بها لبسط نفوذها في كربلاء والنجف (١).
__________________
(١) Meir Lltvak, A Failed Manipulation : The British, the Oudh Bequest and the Shl\'l