خلفه نامق باشا في نفس الإجراءات والمساعي ، وأسست شركة باسم (إداره عمان عثمانية) لتشغيل هاتين السفينتين ولمنافسة الشركة الإنجليزية.
وفي مايو عام ١٨٦٥ م صدر فرمان من السلطان عبد العزيز يقضي بإرسال سفينتين من الترسانة العامرة في استانبول إلى البصرة إضافة إلى السفينتين الموجودتين هناك ، وتوسيع ترسانة البصرة ، وتطهير نهري دجلة والفرات والطرق اللازم تطهيرها وإنشاء الأحواض وإنشاء ثلاث سفن من سفن نقل البضائع المسماة «شالوبه» وإدخال العشائر العربية الموجودة على ضفتي النهرين في طاعة الدولة (١) ، كانت تلك الأعمال هامة نسبيّا لازدياد نفوذ الباب العالي في كربلاء ووضعها مباشرة تحت سيطرة مركز الدولة ، كما أن سهولة النقل ستحقق زيادة الإنتاج الزراعي في السنجق وزيادة التصدير.
وأثناء ولاية مدحت باشا تم شراء سفن أخرى رئي أنها ستفيد في النقل النهري بين البصرة وبغداد وأذن الباب العالي بصرف مبلغ ١٥٠٠٠ أقجه سنويّا لهذا الأمر ، هذا بالإضافة إلى أنه تم تأسيس شركة (الإدارة النهرية) للمواصلات في نهري دجلة والفرات ، كما عملت بعض التنظيمات لتشغيل مصانع السفن التي أنشئت من قبل في بغداد وأغلقت بعد ذلك (٢).
وفي عهد مدحت باشا تم البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمدّ خط سكة حديد إلى كربلاء ، وكان الهدف من إنشاء هذا الخط هو ربطه بخط السكك الحديدية الذي سينشأ بين بغداد وحلب لتسهيل مجيء وذهاب الزوار القادمين إلى كربلاء ، هذا بخلاف الفائدة التي ستعم منه
__________________
(١) Yucel ,a.g.m.,s.٧٧١ ـ ٨٧١.
(٢) Ali Haydar Mithad ,a.g.e.,s.٨٨.