المعروفون باسم (خليفة) والمرسلون من قبل الصفويين بشكل مباشر يسوقون الأهالي إلى الضلال ويحثونهم على الهجرة إلى إيران بشكل جماعي ، كما كانوا يجلبون الأموال التي تجمع تحت اسم الصدقات والنذور إلى إيران بواسطة التشكيلات السرية المنتظمة للغاية ، وكانوا يعدون للقيام بثورة الأمر الذي كان عاملا هامّا في الخلاف العثماني الصفوي الذي دام عدة قرون (١).
وعند دراسة العلاقات العثمانية ـ الإيرانية في كربلاء علينا في البداية إعطاء خلفية عن أسباب توتر العلاقات بين البلدين في القرن التاسع عشر ، ناظرين نظرة عامة إلى الأوضاع الجغرافية والزمنية.
لعبت كربلاء التي تعد قطعة هامة من العراق الدور الرئيسي في العلاقات بين الإمبراطورية العثمانية والإيرانية فيما بين القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر ، فقد كانت الجماعات المستقرة في تلك المناطق تدعي قرابتها بعشيرة بدوية تعيش في الصحراء بالقرب منها ؛ وذلك للحصول على مساعدة تلك العشيرة في تحقيق أهدافها أو في حمايتها من هجوم العشائر البدوية ، وكانت تلك القبائل البدوية تصدق على تلك القرابة لتتمكن من الوصول إلى المراعي الخضراء وعمل علاقات تجارية ، وظلت الإمبراطوريتان العثمانية والإيرانية توجهان تلك القرابة المزعومة بين المدينة والقرى والصحراء لعدة قرون ، بالرغم من أن الدولتين الإسلاميتين تشبهان بعضهما البعض في الكثير من الأمور فقد أثرا على بعضهما في تلك المناطق المذكورة. إن السلطنة العثمانية التي سيطرت لفترة طويلة جدّا على الأقسام الواسعة حققت المشروعية بكونها دولة إسلامية سنية عالمية ، وظهر المذهب السني بكثافة في الأماكن التي سيطرت عليها ، أما إيران التي تمكنت من السيطرة على تلك المنطقة
__________________
(١) Bekir Kutukoglu, Osmanli ـ Iran Siyasi Munasebetleri) ٨٧٥١ ـ ٠٩٥١ (. Istanbul ٢٦٩١. s. ٨.