العثمانية في بعض الأحيان ومن الدولة الصفوية أحيانا أخرى ، إن هذا التنافس كان سببا في زيادة أو قلة النفوذ السياسي لكل من الطرفين بين الحين والآخر ، ولكن هذا التنافس لم يؤثر بطريقة مباشرة سواء على السنة أم على الشيعة في أي وقت من الأوقات.
كان السلطان سليم الأول يرى أن الوجود الصفوي يشكل خطرا على العالم الإسلامي ، ولكن ابنه السلطان سليمان القانوني كان يرى عكس ذلك في السنوات الأولى من سلطنته ، فعندما اعتلى السلطان سليمان القانوني عرش السلطنة أرسل خطابا إلى الشاه إسماعيل الصفوي ليعرب له عن نواياه الحسنة ويدعوه للاتحاد معه ضد الكفار ، وعلى الرغم من أن هذه الدعوة لم تلق اهتماما إلا أن السلطان سليمان القانوني انشغل بإعداد الحملات على الغرب وسعى للتعايش الجيّد مع الصفويين ، ولكن بعدما حدث نزاع شفوي بين الشاه طهماسب الذي تولى حكم الصفويين بعد وفاة أبيه الشاه إسماعيل والقانوني توترت العلاقات بين الدولتين العثمانية والإيرانية وانتهى هذا التوتر بقيام السلطان سليمان القانوني بحملة العراقين.
إن دخول منطقة الحجاز تحت الحكم العثماني بعد عام ١٥١٧ م أثار مشاعر التنافس عند الإيرانيين ، وبدأ الصفويون يعطون أهمية أكبر لبغداد والمناطق التي تحتوي على العتبات التي كانت تحت إدارتهم منذ سنة ١٥٠٨ م ، إن الأمير ذو الفقار خان السني المذهب الذي كان يدير بغداد باسم الصفويين شعر بالضغط عليه من إيران من جانب ومن العالم السّنّي من جانب آخر ، ففعل كما فعل أمراء مكة من قبل وأرسل مفاتيح قلعته إلى استانبول سنة ١٥٢٩ م مطالبا بالدخول تحت الحكم العثماني ، إن الشاه طهماسب الذي غضب من هذا الأمر حاصر بغداد وقبض على ذو الفقار وأعدمه وعين واليا آخر على بغداد ، وهكذا فإن هذا العمل قد دفع بالعلاقات العثمانية الصفوية إلى حرب لا مناص منها ، وهذا لأن