وضمان عمل اتحاد قوي ضد الروس ، إلا أن الدولة العثمانية لم تحقق نجاحا من تلك المساعي (١).
واتخذ الشاه فتح علي شاه حاكم إيران من الحركة التي قام بها والي بغداد بسبب مشكلة أمراء بابان حجة له وأرسل جيشا كبيرا إلى نواحي بغداد في خريف عام ١٨١٢ م ونهب المنطقة بأكملها ، ولهذا أرسلت له الحكومة العثمانية رسالة شديدة اللهجة ، وفي تلك المرة اضطرت إيران إلى تسوية العلاقات التي اضطربت بسببها ؛ وذلك لأن روسيا هزمت إيران هزيمة فادحة في موقعتي أصلان دوز ولنكران وأجبرتها على قبول معاهدة كولستان بالرغم من أن شروطها كانت ثقيلة جدّا عليها (أكتوبر ١٨١٣ م) ، ولتعرض إيران لهزة قوية بعد تلك الهزيمة التي منيت بها اضطرت لتسوية أوضاعها وسياستها مع العثمانيين ولو لفترة ، ويلاحظ أن السنوات التالية لتلك الأحداث كانت هادئة بالنسبة للدولتين ، وبعد تلك الفترة الهادئة التي استمرت قرابة أربع أو خمس سنوات طرأت الاضطرابات مرة أخرى على العلاقات بين الدولتين بسبب قيام والي كريمان شاه الإيراني بتخطي الحدود العثمانية بشكل يخالف القوانين الدولية لمساعدة أمير سنجق بابان عام ١٨١٧ م لما علم بالنزاع الواقع بينه وبين والي بغداد ، ولكن لما شعرت إيران بأنها ليست بالقوة التي تمكنها من حرب الدولة العثمانية تعهدت للدولة العثمانية بأنها لن تتخطى الحدود مرة أخرى ، وبادرت بتسوية العلاقات من جديد. ولكن في عام ١٨٢١ م حدثت مشكلة بين الدولتين كانت سببا في بدء الحرب من جديد ، ألا وهي لجوء مشايخ عشيرتي حيدرانلي وسبكي إلى العثمانيين ، وقيام حافظ علي باشا بالهجوم على قافلة الحج الإيرانية عند مرورها من
__________________
(١) Yahya Kalatarl, Feth Ali Sah Zamaninda Osmanli ـ Iran Munasebetleri) ٧٩٧١ ـ ٤٣٨١ (,) Yaylmlanmamls Doktora Tezi (, Istanbul Universitesi Edebiyat Fakultesi, Istanbul ٦٧٩١, s. ٠٨.