ولعلّ الداعي إلى كذب القوم على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيّه عليهالسلام هو المحافظة على شؤون أشياخهم.
فقد روي في ( الكنز ) قبل الحديث الأخير بقليل : « إنّ عمر صلّى بالناس الصبح جنبا ، وأنّه صلّى بهم ركعتين بغير طهارة » (١).
وروى أيضا : « إنّ عثمان صلّى بالناس جنبا » (٢) ، لكن زعم عثمان أنّه لم يعلم بالجنابة!
ثمّ إنّه بما ذكرنا هنا وفي ما سبق تعلم النظر في ما أجاب به الخصم عن حديث سهو النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصلاة ، وعن السهو في السهو ، وليس الداعي لهم ـ أيضا ـ إلى هذا الكذب على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا دفع النقص عن أوليائهم حيث تكرّر منهم ذلك! ..
حتّى روي في ( الكنز ) (٣) : « إنّ عمر صلّى بالناس المغرب ولم يقرأ شيئا حتّى سلّم ، فلمّا فرغ قيل له : [ إنّك لم تقرأ شيئا؟! ] فاعتذر بأنّي جهّزت عيرا إلى الشام ، وجعلت أنقلها منقلة منقلة حتّى قدمت الشام فبعتها وأقتابها وأحلاسها وأحمالها ؛ [ فأعاد عمر وأعادوا ] ».
فليت شعري أيّ عبادة هذه؟! وأيّ إقبال على الله تعالى مع هذه
__________________
١٢٠٧ ، تهذيب الأحكام ٣ / ٣٩ ح ١٣٧ وص ٢٦٩ ح ٧٧٢ ، الاستبصار ١ / ٤٤٠ ح ١٦٩٥ ، وانظر : تفصيل وسائل الشيعة ٨ / ٣٧١ ـ ٣٧٣ ب ٣٦ ح ١٠٩٣٢ ـ ١٠٩٣٩.
(١) كنز العمّال ٨ / ١٦٦ ح ٢٢٤٠١ ـ ٢٢٤٠٣ ، وانظر : السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ٣٩٩.
(٢) كنز العمّال ٨ / ١٦٧ ح ٢٢٤٠٦.
وانظر : سنن الدارقطني ١ / ٢٨٦ ح ١٣٥٧ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ٤٠٠.
(٣) كنز العمّال ٤ / ٢١٣ [ ٨ / ١٣٣ ح ٢٢٢٥٧ ]. منه قدسسره.
وانظر : السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ٣٨٢.