قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ (١) :
وفي الصحيحين ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : « كنت مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما ، فتنحّيت ، فقال : ادنه ؛ فدنوت حتّى قمت عند عقبيه ، فتوضّأ ومسح على خفّيه » (٢).
فكيف يجوز أن ينسب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم البول قائما ، مع أنّ أرذل الناس لو نسب هذا إليه تبرّأ منه؟!
ثمّ المسح على الخفّين والله تعالى يقول : ( وَأَرْجُلَكُمْ ) (٣)؟!
فانظروا إلى هؤلاء القوم كيف جوّزوا الخطأ والغلط على الأنبياء ، وأنّ النبيّ يجوز أن يسرق درهما (٤) ، ويكذب في أخسّ الأشياء وأحقرها (٥)!
__________________
(١) نهج الحقّ : ١٥٦.
(٢) صحيح البخاري ١ / ١١٠ ح ٨٧ و ٨٨ وج ٣ / ٢٧٠ ح ٤٤ ، صحيح مسلم ١ / ١٥٧ ؛ وانظر : سنن أبي داود ١ / ٦ ح ٢٣ ، سنن الترمذي ١ / ١٩ ح ١٣ ، سنن النسائي ١ / ١٩ و ٢٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ١١١ ح ٣٠٥ و ٣٠٦ ، سنن الدارمي ١ / ١٢٣ ب ٩ ح ٦٧١ ، مسند أحمد ٤ / ٢٤٦ وج ٥ / ٣٨٢ و ٣٩٤ و ٤٠٢.
(٣) سورة المائدة ٥ : ٦.
(٤) وقد اتّهموه صلىاللهعليهوآلهوسلم بسلّ قطيفة من مغانم بدر! انظر : سنن الترمذي ٥ / ٢١٤ ح ٣٠٠٩ وقال : « حديث حسن غريب » ، سنن أبي داود ٤ / ٣٠ ح ٣٩٧١ ، مسند أبي يعلى ٤ / ٣٢٧ ح ٢٤٣٨ وج ٥ / ٦٠ ح ٢٦٥١ ، المعجم الكبير ١١ / ٢٨٨ ح ١٢٠٢٨ و ١٢٠٢٩ ، أحكام القرآن ـ للجصّاص ـ ٢ / ٦٢ ـ ٦٣ ، أسباب النزول ـ للواحدي ـ : ٧٠ ، تفسير الطبري ٣ / ٤٩٨ و ٥٠٠ ، شرح نهج البلاغة ١٤ / ١٦٨.
(٥) بناء على قولهم بعدم عصمته صلىاللهعليهوآلهوسلم في غير التبليغ.