ولا أدري أيّ نبوّة لمن يخشى على نفسه من رسول الله إليه؟! ..
وأيّ رسالة لمن يحقّقها بقول نصراني ، ويتعرّفها بقول امرأة ، حتّى تثبّته عليها بذلك الطريق الوحشي؟!
ولعمري إنّ امرأة تثبّت نبيّا نبوّته وتعلّمه بها لأحقّ منه بالنبوّة! وعلى ذلك يكون ورقة وخديجة أوّل الناس إسلاما والسابقين فيه حتّى على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا بالخرافات والكفر أشبه!
الثالث : إنّه كيف يريد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلقاء نفسه من شواهق الجبال وهو فعل من لا عقل له ، وقد حرّمه الشرع كتابا وسنّة! حتّى روى أحمد (١) ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنّه قال : « من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو يردى في نار جهنّم خالدا مخلّدا فيها ».
فيا حسرة لسيّد النبيّين صلىاللهعليهوآلهوسلم! ويا أسفا على شأنه من شانئيه! مرّة ينسبونه إلى الهجر في القول ، ومرّة إلى الهجر في العمل ، لعمر الله لقد فضحنا هؤلاء المتّسمون بالمسلمين عند الملل الخارجة!
فيا هل ترى إذا جاء الرجل منهم وفتح أصحّ كتاب بعد كتاب الله بزعم جمهور من يدّعي الإسلام ، ونظر إلى أوّل صفحة منه ، ورأى فيها هذه الخرافة والشناعة ، كيف يقع في ذهنه الإسلام؟! وفي أيّ محلّ يجعل النبيّ الأطيب من الصدق والمعرفة والعقل؟!
وممّا يكذّب هذا الحديث ما رواه البخاري في تفسير سورة المدّثّر ، عن أبي سلمة ، قال : سألت جابر بن عبد الله : أيّ القرآن أنزل أوّل؟
فقال : ( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) (٢).
__________________
(١) مسند أحمد ٢ / ٢٥٤ و ٤٣٥ و ٤٧٨ و ٤٨٨. منه قدسسره.
(٢) سورة المدّثّر ٧٤ : ١.