مقهورا ، وأنّ الأمّة تغدر به (١) ..
فخاف الأنصار من ولاية أعداء أمير المؤمنين ، فأرادوا الاستقلال أو المشاركة.
ولا يبعد أنّ كثيرا من الأنصار احتجّوا على أبي بكر بالنصّ على عليّ عليهالسلام ، فلم يبال أبو بكر وأعوانه به ، كما يشهد له ما سبق عن الطبري وابن الأثير أنّ الأنصار أو بعضهم قالوا : « لا نبايع إلّا عليّا! » (٢).
وأمّا قوله : « وهل يمكن أنّ الأنصار الّذين نصروا الله ورسوله ... » إلى آخره ..
فلو سلّم أنّهم سكتوا ولم يذكروا النصّ على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فهو غير عجيب ؛ لانقلابهم كغيرهم بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كما دلّت عليه الآية (٣) ، وأخبار الحوض (٤) ..
وما رواه البخاري وغيره ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لتتّبعنّ سنن (٥) من
__________________
(١) انظر : التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ٢ / ١٧٤ رقم ٢١٠٣ ، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ : ١٠٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٠ ح ٤٦٧٦ ووافقه الذهبي ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٦ / ٤٤٠ ، تاريخ بغداد ١١ / ٢١٦ رقم ٥٩٢٨ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨ ، كنز العمّال ١١ / ٢٩٧ ح ٣١٥٦١.
(٢) تقدّم في الصفحة ٢٦٤ ه ١ و ٢.
(٣) وهي قوله تعالى : ( وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ... ) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.
(٤) تقدّم تخريج ذلك مفصّلا في ج ٢ / ٢٧ ـ ٢٨ ه ١ ، وانظر : الصفحة ٢١٢ ـ ٢١٣ من هذا الجزء.
(٥) السّنّة : الطريقة ، وسنن الطريق وسننه وسننه ـ ثلاث لغات ـ ، وقيل كذلك : سننه : هي نهجه وجهته ومحجّته ؛ والسّنّة ـ كذلك ـ : السّيرة أو الطريقة ، حسنة كانت أو قبيحة.