المسلمين (١).
ففي شرح النهج (٢) ، عن البراء بن عازب ، قال :
« لم أزل محبّا لبني هاشم ، فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خفت أن تتمالأ قريش على إخراج الأمر عنهم ...
إلى أن قال : فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانية ، لا يمرّون بأحد إلّا خبطوه وقدّموه ، فمدّوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه ، شاء ذلك أو أبى » .. الحديث.
.. إلى غير ذلك ممّا يدلّ على أنّ بيعة أبي بكر لم تتمّ إلّا بالقهر والغلبة ؛ ولذا أخّروا دفن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثة أيّام (٣)!
فهل ترى مع هذا يصحّ لمسلم دعوى الإجماع ، ويجزم بوقوعه ، ولا يعتريه الريب فيه ، حتّى يجعله مستندا لدينه الذي يلقى الله عزّ وجلّ به؟!
هذا ، وقد يوجّه الاستدلال بالإجماع بأمرين :
الأوّل : عدم الاعتداد بخلاف البعض إذا حصل اتّفاق الغالب ..
وفيه : إنّ اتّفاق الغالب ليس بإجماع حقيقة ، ولا حجّة أصلا ؛ لعدم الدليل ، وإلّا لزمهم القول بانعزال عثمان لاتّفاق أكثر أهل الحلّ والعقد على عزله ، فقتل لا متناعه.
__________________
(١) راجع الصفحة ٢٤٥ ه ١ من هذا الجزء.
(٢) ص ٧٣ من المجلّد الأوّل [ شرح نهج البلاغة ١ / ٢١٩ ]. منه قدسسره.
(٣) تاريخ الطبري ٢ / ٢٣٨ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ ٤ / ٥٠٥.