وقال في « الصواعق » ، في المقصد الثاني من المقاصد المتعلّقة بالآية الرابعة عشرة من الآيات النازلة في أهل البيت عليهمالسلام : « أخرج الحافظ السلفي ، عن محمّد بن الحنفية ، أنّه قال في تفسير هذه الآية : لا يبقى مؤمن إلّا وفي قلبه ودّ لعليّ وأهل بيته » (١).
والظاهر أنّ ما رواه في « الكشّاف » مذكور في « تفسير الرازي » ، كما نقله السيّد السعيد عنه (٢) ، فإنّ عمدة ما ذكره الرازي هنا مأخوذ من « الكشّاف » ، لكنّ نسخة « تفسير الرازي » التي رأيتها خالية عن تلك الرواية ، فلا يبعد أنّ فيها سقطا.
وأمّا دلالة الآية على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام دون غيره ، فمحتاجة إلى بيان معناها أوّلا ..
قال في « الكشّاف » : « المعنى : سيحدث لهم في القلوب مودّة ، ويزرعها لهم فيها من غير تودّد منهم ، ولا تعرّض للأسباب التي توجب الودّ ويكتسب بها الناس مودّات القلوب ، من قرابة ، أو صداقة ، أو اصطناع بمبرّة ، أو غير ذلك .. وإنّما هو اختراع منه ابتداء ، اختصاصا منه لأوليائه بكرامة خاصّة ، كما قذف في قلوب أعدائهم الرعب [ والهيبة ] إعظاما لهم وإجلالا لمكانهم » (٣).
ومثله في « تفسير الرازي » (٤).
ولا يخفى أنّ هذه العناية الإلهية ، والبشارة الربّانية التي استحقّت
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ٢٦١.
(٢) انظر : إحقاق الحقّ ٣ / ٨٧.
(٣) تفسير الكشّاف ٢ / ٥٢٧.
(٤) تفسير الفخر الرازي ٢١ / ٢٥٦.