وقدم لنا هذا المصدر كذلك معلومات مهمة تتعلق بالحياة الاجتماعية والفكرية والتنظيمات الإدارية بواسط.
ولابن الأثير (ت ٦٣٠ ه / ١٢٣٢ م) أهمية خاصة في دراسة هذه المدينة فكتابه «الكامل في التاريخ» من المصادر الأساسية التي رجعنا إليها ، على الرغم من أنه استقى معلوماته من مسكويه وابن الجوزي ، وترجع أهمية هذا المصدر إلى أنه يستمر في رواية الأحداث إلى سنة ٦٢٨ ه / ١٢٣٠ م. وقد أورد معلومات واسعة ووافية ودقيقة عن مشاركة واسط بالأحداث السياسية من سنة ٣٢٤ ـ ٥٦٢ ه / ٩٣٥ ـ ١١٦٦ م ودور ولاتها في هذه الأحداث. وقد أفدنا من ابن الأثير بشكل أساسي في دراسة خروج والي واسط ابن فسانجس على طاعة الخليفة العباسي القائم بأمر الله ، وإقامة البساسيري بواسط واتخاذها قاعدة لحكمه. وفي دراسة العلاقة بين واسط وكل من الإمارة المزيدية بالحلة والبصرة والأحواز. كما قدم لنا معلومات واسعة عن دور ولاة واسط في الصراع الذي حدث بين السلاجقة والخلفاء العباسيين. والجدير بالذكر أن رواياته عن علاقة واسط بالقوى المجاورة لها لا نجد لها ذكرا في كتب التاريخ المعاصرة الأخرى. وقدم لنا هذا المصدر كذلك معلومات مفيدة تتعلق بالحياة الاجتماعية والفكرية والتنظيمات الإدارية بواسط.
أما كتاب «العيون والحدائق» للمؤلف المجهول ، فقد رجعنا إليه في دراسة مشاركة واسط في الأحداث السياسية من سنة ٣٢٤ ـ ٣٥١ ه / ٩٣٥ ـ ٩٦٢ م. وعلى الرغم من أن المؤلف تناول الفترة نفسها التي كان قد تناولها مؤرخون آخرون لكن الظاهر أن هذا المؤلف كان قد استمد معلوماته من مصادر تختلف عن مصادر غيره من المؤرخين ، فقد قدم لنا عن واسط معلومات تاريخية جديدة لم ترد في غيره من المصادر التي تبحث في هذه الفترة. ومثال ذلك ما ذكره عن احتلال واسط من قبل أحمد ابن بويه ، وإقامته بها سنة ٣٣٤ ه / ٩٤٥ م. ويذكر هذا المصدر أن عمران