ما زيد إلّا قائم ، فتكون إن للنفي واللام للإيجاب يجوز الجمع بينهما كما جاز الجمع بين (إلا) و (ما).
قيل : ذلك غير جائز ، والفرق بينهما أنّ (إلّا) فيها نقض ما قبلها ، فإن دخلت بعد كلام موجب نقضته فجعلته منفيا كقولك : قام القوم إلّا زيدا ، فقد نفيت القيام عن زيد بإلا. وإن دخلت على منفيّ نقضت النفي فجعلته موجبا كقولك : ما قام القوم إلا زيد ، فقد أوجبت القيام لزيد بإلّا ، وليس في اللّام (١) معنى نقض ما قبلها ، وإنّما فيها تحقيق ما بعدها ، فإذا أدخلتها في خبر (ما) فقلت : ما زيد لقائم ؛ جمعت بين النفي والإيجاب في الخبر وهذا محال ، فقد بان لك الفرق بين إلّا واللّام ، ومن ذلك قول الشاعر :
هبلتك أمّك إن قتلت لمسلما |
|
حلّت عليك عقوبة المتعمّد (٢) |
معناه : أنك قتلت مسلما ، فلمّا خفّضت إنّ بطل عملها ووقع بعدها
__________________
(١) في الأصل : وليس في الكلام ...
(٢) هبلته أمه : ثكلته. والبيت لعاتكة بنت زيد في رثاء زوجها الزبير بن العوام ، وقيل إنه لزوجته صفيّة ، وقد نبه السيوطي على أن الأسانيد الصحيحة تؤيد نسبته إلى عاتكة وتدفعه عن صفية ، وذكره في جملة أبيات قالتها عاتكة في شرح الشواهد ١ : ٧١. وانظر أيضا الخزانة ٤ : ٣٥٠. والبيت من شواهد المغني ١ : ٢١. والإنصاف (المسألة : ٩٠) وروايته فيهما : شلّت يمينك.