والإجماع على هذا يدلّ على فساد ما ذهب إليه هذا القائل بهذه المقالة.
ومن لام العاقبة قول الشاعر ، وهو سابق البربريّ (١) :
أموالنا لذوي الميراث نجمعها |
|
ودورنا لخراب الدّهر نبنيها |
وهم لا يجمعون المال للوارث ، ولا يبنون الدور للخراب ؛ ولكن لمّا كانت عاقبة أمرهم إلى ذلك جاز أن يقال فيه ما ذكرنا (٢) ، ومن ذلك قول الآخر :
لا يبعد الله ربّ الأنا |
|
م والملح ما ولدت خالده |
هم يطعمون سديف العشا |
|
ر والشّحم في الليلة البارده |
هم يطعنون صدور الكما |
|
ة والخيل تطرد أو طارده |
يذكّرني حسن آلائهم |
|
تأوّه معولة فاقده |
فأمّ سماك فلا تجزعي |
|
فللموت ما تلد الوالده (٣) |
__________________
(١) سابق بن عبد الله البربري ، شاعر عاش في العصر الأموي ، واتصل بعمر ابن عبد العزيز ، وقد روى الحديث وروي عنه ، وكان من الزهاد. وانظر ترجمته في الخزانة ٤ : ١٦٤ وتهذيب ابن عساكر ٦ : ٣٨.
(٢) وفي خزانة الأدب ٤ : ١٦٤ أن سابقا البربري هو القائل أيضا :
فللموت تغذو الوالدات سخالها |
|
كما لخراب الدور تبنى المساكن. |
وهو في المعنى نفسه.
(٣) الملح : اللبن ، ويراد به الرّضاع. وانظر الكامل ٢ : ٤٣٦.
والبيت الأول من شواهد اللسان (مادة : ملح) وفسّر الملح بالرضاع ، وقال :