إلى الكاف أيضا باللام كما يقول : هذا لزيد ، إضافة ملك واستحقاق ، فكان يستحيل الكلام ، لأنّ الغرض في قولك : ذاك ، وذلك ، إنما هو إشارة إلى المخاطب ، ليخبر عنه بعد ذلك ، وعلى هذا التقدير يكون مخبرا عنه ، فالكلام يتمّ بالخبر ، وذاك كلام غير تامّ ، ألا ترى أنك لو قلت : ذاك ، وسكتّ لم يكن كلاما تاما. قال سيبويه : اللّام في ذلك لتأكيد الإشارة ، ولا يجمع بينها وبين الهاء التي للإشارة ؛ فأنت تقول : ذاك زيد ، وذلك زيد ، وهذا زيد ولا يجوز أن تقول : هذا لك زيد ، فتجمع بين اللّام وها ، لأنهما يتعاقبان. وقال الفرّاء وجميع الكوفيين : هذه اللام للتّكثير ، وهي وإن كانت تكثيرا ، فقد أفادت فائدة ولم تزد هدرا ، وهي التي ذكرناها.
والاسم من (ذلك) عند الكوفيين الذال وحدها ، والألف صلة ، واللّام تكثير ، والكاف للخطاب.
وقد تزاد لام التكثير في أولئك فيقال : أولالك كما قال الشاعر :
أولالك قومي لم يكونوا أشابة |
|
وهل يعظ الضلّيل إلّا أولالكا (١) |
وقد تشدّد ألالك فيقال : الّالك.
__________________
(١) الأشابة : الأخلاط من الناس.