الذي ذكرناه ، وأثقالا مع أثقالهم ، يعني أوزارا مضافة إلى أوزار خطاياهم ، لأنّ من أغووهم فعليهم أوزار إغوائهم ، كما يروى أنّ من سنّ سنّة خير فله أجرها وأجر العاملين بها ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، وكذلك من سنّ سنّة سوء فإنه يأثم لأجل من استنّ بفعله ، من غير أن ينقص من إثم من استنّ بها.
وأمّا مثال دخول لام الشرط على حرف الجزاء فمثل قوله تعالى : (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ)(١) و (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ)(٢) فهذه اللّام يسمّيها بعضهم لام الشرط للزومها حرف الشرط واستقبالها بالجزاء مؤكّدا. وهي في الحقيقة لام القسم ؛ كأنّ قبلها قسما مقدّرا هذا جوابه.
وأكثر هذه اللّامات ترجع إلى أصل واحد منه تشعّبها وننوّعها ؛ وسنذكر هذا في باب مفرد مشروحا إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) في الأصل : (لَئِنْ لَمْ ..) والآية كما أثبتناها من سورة يوسف ١٢ : ٣٢.
(٢) سورة العلق ٩٦ : ١٥.