[وما] فويق الضاحك والناب والرباعيّة والثّنية. ومخرج النون من طرف اللسان ، بينه وبين ما فويق الثّنايا. ومخرج الراء أدخل من مخرج النون واللام ، في ظهر اللسان قليلا لانحرافه إلى اللّام (١).
وفي الراء تكرير ليس في اللام ولا النون. والراء من مخرج اللّام كما ترى ، وإن تباعدا عنه أدنى تباعد فالمخرج واحد. وتقارب اللّام في مخرجها الطاء ، والدال ، والتاء ، والظاء ، والذال ، والثاء ، والسين ، والشين ، والصاد ، والضاد ، والزاي ؛ فلذلك صارت اللّام تدغم في هذه الحروف على ما أذكره. واعلم أنّ النون تدغم في اللّام كقولك : من لك ، فإن شئت بغنّة (٢) وإن شئت بغير غنّة ، ولا يكون ذلك إلّا من كلمتين. قال سيبويه : ليس في كلام العرب نون ساكنة قبل راء ولا لام في كلمة واحدة ؛ ليس فيه مثل : قنل ، ولا قنر ، ولا عنر ، ولا عنل ، وما أشبه ذلك. قال : لأنه لو بيّن لثقل عليهم لقرب المخرجين ، كما ثقل بيان التاء مع الدال في : ودّ (٣) وعدّان (٤) ،
__________________
(١) هنا ينتهي كلام سيبويه. وما وضعناه بين معقوفتين ليس في الأصل ولكنا زدناه من نصّ الكتاب ٢ : ٤٠٥.
(٢) الغنّة : صوت أغنّ يخرج من الأنف دون أن يشارك فيه اللسان.
(٣) أصله وتد ، قلبت التاء دالا وأدغمت في الدال الثانية ، وقيل هي لغة لنجد في الوتد (انظر التاج : وتد : والصحاح : وتد ، ودد).
(٤) أصله عتدان ، وهو جمع عتود كأعتدة. والعتود من أولاد المعز ما قوي ورعى وأتى عليه حول. (انظر التاج والصحاح : عتد).