وقد سمّيت وصلا ، ومع ذلك فإنّ الخليل نفسه قال : إنّما سمّيت ألف الوصل بهذا الاسم لأنّها وصلة لّلسان إلى النطق بالسّاكن. وقال غيره : إنّما سمّيت ألف الوصل لاتصال ما قبلها بما بعدها في وصل الكلام وسقوطها منه. فقد بان لك مذهب الخليل واحتجاجه ومذهب العلماء واحتجاجهم.
ونقول في هذا الفصل ما قاله المازنيّ (١) ، قال : إذا قال العالم المتقدّم قولا ، فسبيل من بعده أن يحكيه ، وإن رأى فيه خللا أبان عنه ودلّ على الصّواب ، ويكون الناظر في ذلك مخيّرا في اعتقاد أيّ المذهبين بان له فيه الحق.
فإن قال قائل : فلم وجب سكون لام المعرفة عندكم ، وقد زعمتم أنّها حرف دالّ على معنى بنفسه؟ قيل / له : أمّا دلالته على المعنى بنفسه مفردا من غير الألف التي قبلها فليست زعما ، بل هي حقيقة توجد ضرورة ، لأنّا إذا قلنا : قام القوم ، وخرج الغلام ، وما أشبه ذلك في جميع الكلام سقطت الألف من اللّفظ لوصل الكلام ،
__________________
(١) وهو أبو عثمان ، بكر بن عثمان أستاذ المبرد. مات سنة ٢٤٩ وقيل قبل ذلك.
وتجد ترجمته في طبقات الزبيدي : ١٤٣ ، وإنباه الرواة ١ : ٢٤٦ ، ومعجم الأدباء ٧ : ١٠٧.