باللام ثم ذكر الألف مع اللام في ابتداء البيت (١) الثاني فقال : الشحم ، فدلّ ذلك على أنّ الألف من بناء الكلمة. قال : وهو بمنزلة قول الرجل إذا تذكّر شيئا : قدي ، ثم يقول : قد كان كذا وكذا ؛ فيردّ (قد) عند ذكر ما نسيه. فهذا مذهب الخليل واحتجاجه. وأما غيره من علماء البصريين والكوفيين فيذهبون إلى أنّ اللّام للتّعريف وحدها ، وأنّ الألف زيدت قبلها ليوصل إلى النطق باللّام لمّا سكنت ؛ لأن الابتداء بالسّاكن ممتنع في الفطرة ، كما أنّ الوقف على متحرّك ممتنع. والقول ما ذهب إليه العلماء ، ومذهب الخليل فيما ذكره ضعيف ، والدليل على صحّة قول الجماعة وفساد قول الخليل هو أنّ اللّام قد وجدت في غير هذا الموضع وحدها تدلّ على المعاني ، نحو : لام الملك ، ولام القسم ، ولام الاستحقاق ، ولام الأمر ، وسائر اللامات التي عددناها في أول الكتاب ، ولم توجد ألف الوصل في شيء من كلام العرب تدلّ على معنى ، ولا وجدت ألف الوصل في شيء من كلام العرب تكون من أصل الكلمة في اسم ولا فعل ولا حرف فيكون هذا ملحقا به. وكيف تكون ألف الوصل من أصل الكلمة
__________________
(١) يريد : الشطر الثاني.