ومن نادر ما دخلت عليه الألف واللّام للتّعريف قولهم (الآن) في الإشارة إلى الوقت الحاضر ، ونحن نذكره وعلّته في الباب الذي يلي هذا الباب إن شاء الله.
__________________
وقال الخليل بن أحمد : أصل إلاه ولاه من الوله والتحيّر ، ثم أبدلت الواو همزة لانكسارها فقيل : إلاه كما قيل في وعاء : إعاء وفي وشاح إشاح ، ثم أدخلت عليه الألف واللام وحذفت الهمزة فقيل : الله. وكأن معناه على هذا المذهب أن يكون الوله من العباد إليه.
والمذهب الثالث مذهب سيبويه ، بعد أن وافق الجماعة الأولين ، قال : وجائز أن يكون أصله : لاه ، على وزن فعل ، ثم دخلت عليه الألف واللام للتعريف فقيل : الله.
والمذهب الرابع مذهب أبي عثمان المازني : كأن قولنا الله ، إنما هو اسم هكذا بالأصل موضوع لله عزّ وجلّ. وليس أصله إلاه ولا ولاه ولا لاه ... قال : والدليل على ذلك أني أرى لقول (الله) فضل مزيّة على إلاه ، وإني أعقل به ما لا أعقل بقول (إلاه).» باختصار من باب الله عز وجلّ من كتاب اشتقاق أسماء الله تعالى للزجاجي.
وفي الصحاح : أله بالفتح إلاهة أي عبد عبادة. ومنه قولنا (الله) وأصله (إلاه) على فعال ، بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود ، فلما أدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام. وفيه أيضا : وتقول : أله يأله ألها : أي تحيّر ، وأصله : وله يوله ولها.
وقال ابن خالويه : «سمعت أبا علي النحوي يقول : اسم الله تعالى مشتق من تألّه الخلق إليه أي فقرهم وحاجتهم إليه.» إعراب ثلاثين سورة من القرآن : ١٣. وانظر مجالس العلماء للزجاجي : ٦٩.