كقولك : إيّاك والشرّ ، لا يجوز إظهار ما نصب إيّاك بإجماع من النحويين ، وكقول الشاعر :
إيّاك إيّاك المراء فإنّه |
|
إلى الشرّ دعّاء وللشرّ جالب (١) |
وكقولهم في التحذير : الأسد الأسد ، ولا يجوز إظهار الفعل الناصب هاهنا مع تكرير الأسد ، فإن أظهرته وحّدت فقلت : احذر الأسد. ولا يجوز أن تقول : احذر الأسد الأسد. ومثل ذلك قولهم : اللّيل اللّيل. ومن ذلك قولهم : أزيدا ضربته؟ وقام القوم إلّا زيدا. ويا عبد الله أقبل. لا يجوز إظهار الناصب هاهنا ، فأمّا في الاستثناء والنداء فقد ناب الحرفان عن الفعل فنصبا ، وليس معهما إضمار غيرهما. وأما سوى ذلك فمعه مضمر لا يجوز إظهاره. وقد يضمر ما يجوز إظهاره كرجل رأيته يضرب آخر فقلت : الرأس يا هذا ، لو أظهرت الفعل فقلت : اضرب الرأس ، لجاز ، وكقوم رأيتهم يتوقّعون الهلال فكبّروا فقلت : الهلال ، تخبر أنّهم رأوه ،
__________________
(١) هو للفضل بن عبد الرحمن القرشي. وانظر الكتاب ١ : ١٤١. وطبقات الزبيدي : ٥٠ ، والخصائص ٣ : ١٠٢ ، وشرح المفصّل ٢ : ٢٥ ، والمغني ٢ : ٧٥٦ والأشموني : ٤٨٠ ، والخزانة ١ : ٤٦٥. ورواية الخصائص : وإياك ، والمغني والخزانة : فاياك. وأما رواية سيبويه والزبيدي فهي كرواية الزجاجي على خرم فعولن الأولى.