ولو قلت : أبصروا الهلال ، لجاز. وكذلك هذه الحروف الناصبة للأفعال بإضمار أن لا يجوز إظهار (أن) بعدها كما لم يجز إظهار الأفعال الناصبة للأسماء التي تقدّم ذكرها. وجاز بعد لام كي كما جاز إظهار المضمر في قولهم : الرأس والهلال وما أشبه ذلك ، لتجري الأفعال في إضمار عواملها مجرى الأسماء إذ كانت هي الأصول (١).
__________________
(١) واعلم أن الكوفيين لا ينصبون الفعل بعد الواو والفاء وأو وكي وحتى ولام كي ولام الجحود بأن مضمرة ، ولا يقولون بوجود (أن) مضمرة أصلا بعدها ، وإنما يذهب بعضهم إلى أن الفعل ينصب بعدها على الخلاف : وفي الموفي في النحو الكوفي : «وينصب بحتّى ولام كي ولام الجحود وفاء السببية وواو الجمع وثم ، ـ أي من غير إضمار أن بعدها ـ إذا كنّ بعد أمر أو نهي أو تمنّ أو ترجّ أو استفهام أو عرض أو دعاء بلفظ الخبرية ، وبأو بمعنى إلى ، وعاطف للفعل على الاسم ، ويجوز ذكر أن بعده وبعد حتى ولام الجحود للتقوية. وقال الفراء : إن الفعل بعد الفاء والواو وأو منصوب على الخلاف. وقال ثعلب : إن لام كي ولام الجحود تنصبان لقيامهما مقام أن.» الموفي ١١٦ و ١١٧ وانظر أيضا الكتاب ١ : ٤١٨ و ٤٢٥ و ٧٤٧ والإنصاف المسائل : ٧٥ و ٧٦ و ٨٠ و ٨٢ و ٨٣ والرماني النحوي ٣٢٤ والمغني ١ : ٧٠ و ٧١ و ١٣٣ و ١٧٣ و ١٩٩ و ٢٠٠ و ٣٩٩.