ببقائه ، وكذلك لعمر الله قسم ببقائه عزّ وجلّ (١) ، ولم يستعمل في القسم إلّا مفتوحا (٢) ، فإن حذفت اللّام تعدّى الفعل إليه فنصبه كما نصب ما قبله من المقسم به عند حذف الحرف منه ، كقولك : عمرك لأخرجنّ. فأمّا قولهم : عمرك الله ، فإنّما هو منصوب بتقدير : سألت الله تعميرك ، ثم وضع العمر في موضع التّعمير ، لأنّ المصادر ينوب بعضها عن بعض ، وفيه معنى القسم. قال عبد بني الحسحاس (٣) :
ألكني إليها عمرك الله يا فتى |
|
بآية ما جاءت إلينا تهاديا. (٤) |
__________________
(١) وقد نصّوا على قبحه ونهوا عنه ؛ لأن المراد بالعمر عمارة البدن بالحياة ، وهذا غير البقاء ، ولذلك لا يليق بالله سبحانه. وانظر التاج (مادة : عمر).
(٢) العمر : بالفتح ، وبالضم ، وبضمتين : الحياة. ولا يستعمل في القسم إلا مفتوحا.
(٣) اسمه سحيم ، وهو عبد نوبيّ اشتراه بنو الحسحاس. عاش في عصر النبوّة ، ومات قتلا.
(٤) ألكني إليها : أي أبلغها رسالتي. والألوك : الرسالة. وقد ذكر البغدادي هذا البيت مع أبيات أخرى قالها سحيم في عميرة بنت أبي معبد في الخزانة ١ : ٢٧٣.