وبالجملة فإرجاع «الوتر» بالمعنيين الأخيرين إلى الوتر بمعنى الفرد تكلف وتعسف مستدرك ، لا يستقيم ولا ينطبق على جميع موارد الاستعمال ، فلا داعي إليه.
نعم ، إرجاع أحد الأخيرين إلى الآخر تقليلا للإشتراك لا مانع منه بأن يقال أنه وضع في الأصل مصدرا معناه سفك دم الحميم ظلما بلا قصاص ، ثم نقل منه وأطلق على نفس ذلك الدم المسفوك كسائر المصادر المنقولة ، كالرهن والقربان وغيرهما ، إذ كل منهما وضع أولا مصدرا ثم نقل وأطلق على نفس العين المرهونة ، ونفس الهدى المتقرب به.
ثم إنك قد عرفت مما نقلنا أن لفظ «الوتر» بالمعنيين الأخيرين بالفتح في لغة قوم من العرب ، وبالكسر في لغة آخرين ، وعرفت أن الاحتياط يقتضي الجمع بينهما محافظة على خصوص ما ورد ، ومن العجب أن المشهور المعروف في «الوتر» لفظا وكتبا بالكسر في عبارة الزيارة ، وبالفتح في عبارة الدعاء المتقدم ، مع أن المعنى في الموضعين واحد ، وعرفت أن صاحب (المجمع) ضبطه بالفتح فقط.