[شرح «ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم»]
قوله عليه السلام : * (ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم) *
الضمير مبهم يفسره العهد المذكور وبعده ، كقوله عليه السلام : «يا لها من مصيبة» ، وقوله تعالى : «(لا تعمى الأبصار) [الحج ٤٦] ، قال في محكي (الكشاف) (١) : «[و] يجوز أن يكون الضمير (٢) مبهما يفسره (الأبصار)» (٣) المذكور بعده.
ولامعنى لا جعل ا لله عهدي هذا لزيارتك آخر العهد مني لها ، وإرجاع الضمير إلى السلام المذكور أولا بعيد لا يناسب المفعول الثاني ل ـ (جعل) ، بل المناسب أن يقال : ولا جعله الله آخر تسليمي أو سلامي عليك كما وقع نظير ذلك في رواية (٤) (يونس بن يعقوب) (٥) قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام
__________________
(١) تفسير الكشاف : الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل ، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (ت ٥٣٨ ه ـ) ، من أهم كتب التفسير ، برع فيه مؤلفه في علمي البلاغة والبديع ، اعتمده كمصدر كل من جاء بعده ، له حواشي ومختصرات كثيرة جدا ، طبع مرارا.
(٢) في المصدر : «ضميرا».
(٣) تفسير الكشاف (٣ / ١٦٢) ، وجوامع الجامع (٢ / ٥٦٥).
(٤) الكافي (٤ / ٥٦٣) وكامل الزيارات ص ٦٩ وعنه الوسائل (١٤ / ٣٥٩) والبحار (٩٧ / ١٥٧).
(٥) قال النجاشي : يونس بن يعقوب بن قيس ، أبو علي الجلاب البجلي الدهني ، [الكوفي] : أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني ، أخت معاوية بن عمار ، اختص بأبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، وكان يتوكل لأبي الحسن عليه السلام ، ومات بالمدينة في أيام الرضا عليه السلام ، فتولى أمره وكان حظيا عندهم موثقا ، وعده الشيخ المفيد في رسالته العددة من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم (معجم رجال الحديث ٢١ / ٢٣٨).