عن وداع قبر النبي صلى الله عليه وآله قال : تقول : صلى الله عليك ، السلام عليك ، لا جعله الله آخر تسليمي عليك».
وبالجملة لا بد من اتحاد مفعولي (جعل) بالنوع ، كقولك : لا جعل الله وداعي هذا آخر الوداع ، أو زيارتي آخر الزيارة ، أو صلاتي آخر الصلاة ، أو تسليمي آخر التسليم.
وأما مع اختلافهما بالنوع كقولك : ولا جعل الله وداعي آخر الزيارة ، أو بالعكس ، أو صلاتي آخر التسليم ، أو بالعكس ، أو تسليمي آخر الزيارة ، أو آخر الوداع ونحو ذلك ، فكل ذلك تعبير منحرف عن الاستقامة مختل النظام والانتظام كما لا يخفى.
ثم إن (العهد) قد ذكروا له (١) معاني : كاليمين ، والأمان ، والوصية ، والمدة ، والزمان ، والوقت ، والحضور.
قال في (مجمع البحرين) (٢) : «... «اعتقل لسان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله» (٣) أي في مدته وزمانه ـ ثم قال ـ قوله (٤) «وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
__________________
(١) راجع مادة (عهد) في الصحاح (٢ / ٤٥٠) والقاموس المحيط ص ٣٠٣ وتاج العروس (٨ / ٤٥٤) ولسان العرب (١٠ / ٣١٧ ـ ٣٢٠).
(٢) مجمع البحرين ومطلع النيرين : في غريب القرآن والحديث للشيخ فخر الدين الطريحي النجفي (ت ١٠٨٥ ه ـ) ، استخرجه غالبا من الصحاح والقاموس ولانهاية والمجمل والمعرب وأمثالها ، طبع مرارا في النجف وإيران.
(٣) الحديث رواه الشيخ الصدوق في الفقيه (١ / ١٣٢) وعنه الوسائل (٢ / ٤٦٢).
(٤) قول الحسن لأخيه الحسين عليهما السلام عندما حضرته الوفاة ، الكافي (١ / ٣٠٠).