لأجدد (١) به عهدا» أي حضورا ـ إلى أن قال ـ وفي الدعاء (٢) «اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي» أي آخر الحضور» (٣).
ولا يخفى أن الحضور مأخوذ في معنى الزيارة كما سيتضح ، فيصير المعنى في المقام آخر الحضور مني لحضورك ، وفيه من البشاعة ما لا يخفى ، فالأولى تفسير (العهد) في المقام بالوقت والزمان ، أي لا جعل الله وقتي وزماني هذا لزيارتك آخر وقتي وزماني لها.
وأما الزيارة فقال في (مجمع البحرين) (٤) : «زاره قصده ... والزيارة في ال عرف قصد المزور إكراما له وتعظيما له ...».
وفي (طراز اللغة) : «زاره قصد لقائه إكراما له».
ولا يخفى أن اللقاء أو الحضور ونحوهما مقدر في عبارة (مجمع البحرين) قطعا ، ومع ذلك فالظاهر أنه بمجرد القصد من دون تحقق اللقاء ، والحضور لا يصدق الزيارة وأنه قد زار ، فإذن لا بد أن يفسر الزيارة بأنها الحضور عند العظيم بقصد الإكرام والتعظيم ، أما الذهاب والمجيء والإتيان والمسير ونحوها ، فكل ذلك من مقدمات الزيارة خارج عن
__________________
(١) في الكافي : «أحدث».
(٢) ورد في أكثر من دعاء من أدعية الوداع راجع الفقيه (٢ / ٦٠٥) والتهذيب (٦ / ٣٠) ومواضع أخرى كثيرة.
(٣) مجمع البحرين (٣ / ١١٥ ـ ١١٦).
(٤) مجمع البحرين (٣ / ٣٢٠).