[شرح «ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم ...»]
قوله عليه السلام : * (ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم) *.
المراد بالمقام والمرتبة هنا هو التصرف في أمور الأمة ، والتسلط على إجراء الأحكام وإقامة الحدود والجمعة والجماعة ، وبالجملة بسط يدهم في كل ما يريدون من أمور الخلق وقد منعوا من ذلك ، كما قال العسكري عليه السلام في دعاء القنوت (١) «وابتز أمور آل محمد (٢) معادن الأبن (٣)».
__________________
(١) رواه عن الإمام العسكري عليه السلام السيد في مهج الدعوات ص ١٤٣ وعنه البحار (٨٢ / ٢٣٠) ورواه الشيخ في مصباح المتهجد ص ١٥٧ ولم ينسبه لأحد.
(٢) كذا في الأصل وفي جميع المصادر «وابتز أمورنا معادن».
(٣) قال العلامة المجلسي قدس سره في البحار في بيانه لهذا الدعاء : «معادن الأبن : أي الذين هم محال العيوب الفاضحة من العلة المعروفة وغيرها ، كما اشتهر بها رؤساؤهم ، وقد ورد في الخبر أنه لا يتسمى بأمير المؤمنين بغير استحقاقه إلا من ابتلي بتلك العلة الشنيعة التي تذهب بالحياء رأسا ، وبه أول قوله تعالى (إن يدعون من دونه إلا إناثا) [النساء ١١٧] كما مر في موضعه وفي (القاموس) : أبنه بشيء يأبنه ويأبنه اتهمه فهو مأبون بخير أو شر ، فإن أطلقت فقلت : مأبون فهو للشر ، وأبنه تأبينا عابه في وجهه والأبنة بالضم العقدة في العود والعيب والرجل الخفيف والحقد» (البحار ٨٢ / ٢٥٠).