[شرح «لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة ...»]
قوله عليه السلام : * (لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة لك علينا وعلى جميع أهل الإسلام) *
«الرزية» بالتشديد أصله الرزيئة بالهمز ، لأنه مهموز مشتق من الرزء فخففت الهمزة بالقلب والإدغام ، قال في (القاموس) (١) : «والرزيئة المصيبة ، كالرزء».
وأما «المصيبة» ففي (مجمع البيان) (٢) في تفسير آية الاسترجاع (٣) : «المصيبة المشقة الداخلة على النفس لما يلحقها من المضرة ، وهو من الإصابة كأنها تصيبها بالنكبة».
وفي (تفسير النيشابوري) عند الآية المزبورة : «المصيبة من الصفات الغالبة التي لا تكاد تستعمل موصوفاتها وتختص من بين ما يصيب الإنسان بحالة مكروهة كالنازلة والواقعة والمملة».
وكل من الحرفين متعلق بالأفعال الثلاثة على سبيل التنازع ، ومعنى «وعظمت المصيبة بك علينا» أنا مصابون بمصيبتك وأنا أهلها
__________________
(١) القاموس المحيط ص ٤١ (مادة رزء).
(٢) مجمع البيان (١ / ٢٣٨).
(٣) الآية ١٥٦ من سورة البقرة قوله تعالى : (ا لذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).