[شرح «يا لها من مصيبة ما أعظمها»]
قوله عليه السلام : * (يا لها من مصيبة ما أعظمها) *.
كلمة (يا) حرف نداء ، والمنادى محذوف ، واللام للتعجب ، والضمير مبهم مفسر بما بعده قصدا للتفخيم والتعظيم في ذلك ، فيذكر أولا مبهما حتى تتشوق نفس السامع إلى معرفته ، ثم يفسر فيكون أوقع في النفس ، وأيضا يكون ذلك المفسر مذكورا مرتين بالإجمال أولا ، والتفسير ثانيا ، فيكون آكد.
صرح بذلك كله (نجم الأئمة الرضي) (١) رضي الله عنه ثم نقل عن (مصنفه (٢)) (٣) أنه قال : «أنك إذا قصدت الإبهام للتفخيم ، فتعقلت المفسر في ذهنك ولم تصرح به للإبهام على المخاطب ، وأعدت الضمير إلى ذلك المتعقل ، فكأنه راجع إلى المذكور قبله ، وذلك المتعقل في حكم المفسر المتقدم».
__________________
(١) الشيخ رضي الدين محمد بن الحسن الاسترآبادي : (نجم الأئمة) ، كان فاضلا ، عالما ، محققا ، مدققا ، له كتب منها : شرح الكافية (ألفه في النجف) ، شرح الشافية ، شرح قصائد ابن أبي الحديد ، وغير ذلك ، وكان فراغه من تأليف شرح الكافية سنة ٦٨٣ ه ـ ، ووفاته سنة ٦٨٦ ه ـ (معجم رجال الحديث ١٦ / ٢١٢).
(٢) شرح الكافية [الكافية في النحو هو متن مختصر في النحو يقال له المقدمة من تأليف العلامة الشهير بابن الحاجب المتوفى سنة ٦٤٨ ه ـ] : للشيخ نجم الأئمة الأسترآبادي ، وهو شرح مزجي كبير في غاية التحقيق والتدقيق ، لم يصنف مثله في النحو باعتراف المخالف والمؤالف ، نقل في كشف الظنون ج ٢ ص ٢٤٩ عن السيوطي أنه قال : «لم يؤلف شرح على الكافية بل ولا في غالب كتب النحو مثله جمعا وتحقيقا» وذكره السيوطي في بغية الوعاة ص ٢٤٨ (الذريعة ١٤ / ٣٠).
(٣) شرح الرضي على الكافية (٢ / ٤٠٧).