ولا يخفى أن التقدير المزبور إنما يستقيم إذا كان المنصوب مرتبطا ومتعلقا بالمجرور الذي قبله ، وهو مصيبة ذلك المصاب الأجنبي الخارجي الذي ذكر في حيز المفضل عليه من آحاد الناس في مصائبهم الخاصة الواردة عليهم ، ومن المعلوم أن ليس المراد استعظام تلك المصيبة الأجنبية الخارجية ، بل المراد استعجاب مصيبته عليه السلام واستعظامها.
ولقد أغرب بعض الشارحين فزاد في الطنبور نغمة أخرى فقال ما حاصله : «أن المنصوب في الأصل صفة للمجرور ، وقد قطع عن الوصفية ، ونصب بتقدير أوصف ، وأذكر وأعني وأشباهها مبالغة في المدح».
ومما ذكرنا ظهر فساده بحيث لا يحتاج إلى البيان ، وبالجملة فلا أرى وجه صحة للنصب ، مع أنه غير مذكور في الأصول المعتبرة ، نعم في بعض نسخ (مصباح الكفعمي (١)) (٢) «يا لها مصيبة ما أعظمها» بالنصب وحذف حرف الجر ، فلعل المنصوب الموجود في بعض نسخ الزيارات مأخوذ منه ، لكن مع سقط قوله (يا لها) من قلم الناسخ والله العالم.
__________________
(١) جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية المعروف بمصباح الكفعمي ، كتاب كبير في الأدعية رتبه على خمسين فصلا ، الفصل الأول في الوصية ، والفصل الآخر في آداب الداعي ، وذكر في آخره فهرس مآخذه وأنهاه إلى ٢٣٨ كتابا ينقل عنها في متن الكتاب أو الحواشي الكثيرة التي علقها عليه بنفسه ، طبع على الحجر في الهند وإيران وطبع بصف جديد في بيروت دون تحقيق (الذريعة ٥ / ١٥٦).
(٢) ورد بهذا اللفظ في البلد الأمين للكفعمي ص ٢٢٩.