نحو : «محمّد إنه رسول الله».
(١٢) في باب الحصر بالنّفي وإلّا ، بمعنى الأمثلة الآتية تقول : «ما قدم علينا أمير إلّا إنّه مكرم لنا». لأنّه ليس ههنا شيء يعمل في إنّ ولا يجوز أن تكون أنّ ، وإنّما تريد أن تقول : ما قدم علينا أمير إلّا هو مكرم لنا. وقال سبحانه : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ)(١) ومثل ذلك قول كثيرّ :
ما أعطياني ولا سألتهما |
إلّا وإني لحاجزي كرمي |
وبغير معنى ما تقدّم من الحصر تقول : «ما غضبت عليك إلا أنّك فاسق» وهذا بفتح همزة أن.
٨ ـ مواضع جواز كسر «إنّ» وفتحها : يجوز كسر همزة «إنّ» وفتحها في تسعة مواضع :
(١) أن تقع بعد فاء الجزاء نحو :
(مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢) قرىء بكسر «إنّ» وفتحها ، فالكسر على معنى : فهو غفور رحيم ، والفتح على تقدير أنها ومعموليها مفرد خبره محذوف ، أي فالغفران والرّحمة حاصلان.
(٢) أن تقع بعد «إذا» الفجائيّة كقول الشاعر وأنشده سيبويه :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا |
إذا إنّه عبد القفا واللهازم (٣) |
(٣) أن تقع في موضع التّعليل ، نحو : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ)(٤) هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٥) ومثله قوله تعالى :
(وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)(٦) ومثله «لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك» بفتح «إن» وكسرها.
(٤) أن تقع بعد فعل قسم ، ولا لام بعدها كقول رؤبة :
أو تحلفي بربّك العليّ |
إنّي أبو ذيّالك الصّبيّ |
يروى بكسر «إنّ» وفتحها ، فالكسر على الجواب للقسم (٧). والفتح بتقدير
__________________
(١) الآية «٢٠» من سورة الفرقان «٢٥».
(٢) الآية «٥٤» من سورة الأنعام «٦».
(٣) «أرى» بضم الهمزة : بمعنى أظن يتعدى إلى اثنين و «اللهازم» جمع لهزمة بكسر اللام : طرف الحلقوم فكسر «إن» على معنى «فإذا هو عبد القفا» والفتح على معنى «فإذا العبودية» أي حاصلة.
(٤) قرأ نافع والكسائي بفتح «أن» على تقدير لام العلة ، وقرأ الباقون بالكسر ، على أنه تعليل مستأنف.
(٥) الآية «٢٨» من سورة الطور «٥٢».
(٦) الآية «١٠٣» من سورة التوبة «٩».
(٧) والبصريون يوجبونه.