عمرو» فتفسيره كتفسيره مع الواو في وجهي النّصب والرّفع ، واعلم أنّ لعلّ وكأنّ وليت يجوز فيهنّ جميع ما جاز في «إنّ» إلّا أنّه لا يرفع بعدهن شيء على الابتداء.
ولكنّ بمنزلة «إنّ» وتقول : «إنّ زيدا فيها لا بل عمرو».
وإن شئت نصبت : أي : لا بل عمرا.
أنّ :
من أخوات «إنّ» وتشترك معها بأحكام : (انظر إنّ وأخواتها).
وتختصّ بأنها تؤوّل مع ما بعدها بمصدر ، وذلك حيث يسدّ المصدر مسدّها ومسدّ معموليها. ومواضع فتح همزتها ثمانية وهي أن تكون :
(١) فاعلة نحو : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا)(١) أي إنزالنا.
(٢) نائبة عن الفاعل نحو : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ)(٢).
(٣) مفعولة غير محكيّة بالقول نحو : (وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ)(٣).
(٤) مبتدأ نحو : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً)(٤). ومنه : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ)(٥). والخبر محذوف وجوبا (٦). أي ولو لا كونه من المسبّحين موجود أو واقع.
(٥) خبرا عن اسم معنى ، غير قول ، ولا صادق عليه خبر «أنّ» نحو : «اعتقادي أنّ محمدا عالم» (٧).
(٦) مجرورة بالحرف نحو : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ)(٨).
(٧) مجروة بالإضافة نحو : (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٩). أي : مثل نطقكم و «ما» زائدة.
(٨) تابعة لشيء ممّا تقدّم ، إمّا على العطف نحو : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ)(١٠).
والمعنى : اذكروا نعمتي وتفضّلي ، أو
__________________
(١) الآية «٥١» من سورة العنكبوت «٢٩».
(٢) الآية «١» من سورة الجن «٧٢».
(٣) الآية «٨١» من سورة الأنعام «٦».
(٤) الآية «٣٩» من سورة فصلت «٤١».
(٥) الآية «١٤٣ ـ ١٤٤» من سورة الصافات «٣٧».
(٦) لأنه بعد «لولا» يقول ابن مالك «وبعد لولا غالبا حذف الخبر».
(٧) اعتقادي : اسم معنى غير قول ، ولا يصدق عليه خبر «أن» لأن «عالم» لا يصدق على الاعتقاد ، وإنما فتحت لسدّ المصدر مسدّها ومسدّ معموليها ، والتقدير : اعتقادي علمه ، بخلاف «قولي» إنه «فاضل» فيجب كسرها ، وبخلاف «اعتقاد زيد إنه حق» فيجب كسرها أيضا ، لأنّ خبرها وهو «حقّ» صادق على الاعتقاد.
(٨) الآية «٦» من سورة الحج «٢٢».
(٩) الآية «٢٣» من سورة الذاريات «٥١».
(١٠) الآية «٤٧» من سورة البقرة «٢».