بنفسه». و «هند بعينها» ويجب جمع النّفس والعين» على «أفعل» إن أكّدا جمعا تقول : «قام الزّيدون أنفسهم أو أعينهم» و «جاء الهندات أنفسهنّ أو أعينهنّ».
والأولى مع المثنى أن يجمع على «أفعل» أيضا تقول «حضر المعلّمان أنفسهما» و «ذهبت المعلّمتان أعينهما». وتقول : «إيّاك أنت نفسك أن تفعل» و «إيّاك نفسك أن تفعل» الأولى بضم السين في نفسك ، والثانية بفتح السين فإن عيّنت الفاعل المضمر في النية : قلت : «إياك أنت نفسك» كأنك قلت : «إيّاك نحّ أنت نفسك» وحملته على الاسم المضمر في نحّ ، فإن قلت : «إياك نفسك» تريد الاسم المضمر الفاعل فهو قبيح ، وهو على قبحه رفع.
(والخمسة الباقية) «كلا» للمثنّى المذكّر ، و «كلتا» للمثنى المؤنّث ، و «كلّ وجميع وعامّة» للجمع مطلقا ، وللمفرد بشرط أن يكون له أجزاء ، تقول «جاء الزيدان كلاهما» و «الهندان كلتاهما» و «الرّجال كلّهم أو جميعهم» و «الهندات كلّهنّ أو جميعهنّ» و «الجيش كلّه أو جميعه» و «القبيلة كلّها أو جميعها» وكلّ هذا يجوز فيه تقدير «البعض» إذا لم يؤكّد فتقول «جاء بعض الجيش» أو «القبيلة» أو «الرّجال أو الهندات» ويؤتى بالتّوكيد لرفع هذا الاحتمال. ولا يجوز : «جاءني زيد كلّه ولا جميعه» وكذا لا يجوز «اختصم الزيدان كلاهما» لامتناع تقدير «بعض» ولا بدّ من اتّصال ضمير المؤكّد بهذه الألفاظ ليحصل الرّبط بين المؤكّد والمؤكّد.
ولا يجوز حذف الضّمير استغناء بنية الإضافة ، ولا حجّة في قوله تعالى : (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً)(١) على أنّ المعنى : جميعه ، بل «جميعا» حال ، ولا في قراءة بعضهم : إنّا كلّا فيها (٢) لأنّ كلّا بدل من اسم «إنّ» وقد يستغنى عن الإضافة إلى الضّمير بالإضافة إلى مثل الظّاهر المؤكّد ب «كل».
ومن ذلك قول كثيّر :
كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم |
يا أشبه النّاس كلّ الناس بالقمر |
٤ ـ تتابع المؤكّدات :
إذا أريد تقوية التّوكيد يجوز أن يتبع «كلّه» ب «أجمع» و «كلّها» ب «جمعاء» و «كلّهم» ب «أجمعين» و «كلّهنّ» ب «جمع» قال تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ
__________________
(١) الآية «٦٣» من سورة الأنفال «٨».
(٢) الآية «٤٨» من سورة غافر «٤٠» والقراءة المشهورة : (إِنَّا كُلٌّ فِيها.)