أترجّى ، نحو «ولعلّ هذا عمرو منطلقا». ولا يجوز أن يعمل في الحال «إنّ ولكنّ». وإذا لم يكن للحال عامل ممّا سبق فلا يجوز ، فلو قلت : «زيد أخوك قائما» و «عبد الله أبوك ضاحكا» لم يجز ، وذلك لأنه ليس هاهنا فعل ، ولا معنى الفعل ، ولا يستقيم أن يكون أباه في حال ، ولا يكون في حال أخرى ، ولو قصدت بالأخوّة ، أخوّة الصّداقة لجاز.
٧ ـ الحال مع عاملها (١) ـ في التقديم والتّأخير ـ ثلاث حالات :
(أ) جواز التّأخير والتّقديم وذلك إذا كان العامل فعلا متصرّفا ، نحو «دخلت البستان مسرورا» أو صفة تشبه الفعل المتصرّف نحو : «خالد مقبل على العمل مسرعا» فيجوز في «مسرورا» و «مسرعا» أن نقدّمهما على «دخلت ومقبل» ومنه قوله تعالى : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ)(٢) وقول يزيد بن مفرّغ يخاطب بغلته :
عدس ما لعبّاد عليك إمارة |
أمنت وهذا تحملين طليق (٣) |
فجملة تحملين في موضع نصب على الحال ، وعاملها طليق ، وهو صفة مشبّهة.
(ب) أن تتقدّم عليه وجوبا ، وذلك إذا كان لها صدر الكلام ، نحو «كيف تحفظ في النّهار» فـ «كيف» في محل نصب على الحال.
(ج) أن تتأخّر عنه وجوبا وذلك في ستّ مسائل :
(١) أن يكون العامل فعلا جامدا نحو «ما أجمل الفتى فصيحا».
(٢) أو صفة تشبه الفعل الجامد ، وهي أفعل التفضيل نحو «بكر أفصح النّاس خطيبا».
ويستثنى منه ما كان عاملا في حالين لاسمين متّحدي المعنى ، أو مختلفين ، وأحدهما مفضّل في حالة على الآخر في حالة أخرى ، فإنه يجب تقديم الحال الفاضلة على اسم التفضيل نحو : «عمرو عبادة أحسن منه معاملة».
(٣) أو مصدرا مقدرا بالفعل وحرف مصدري نحو «سرّني مجيئك سالما» أي أن جئت.
(٤) أو اسم فعل نحو «نزال مسرعا».
(٥) أو لفظا مضمنا معنى الفعل دون حروفه كبعض أخوات «إنّ» والظروف ،
__________________
(١) تقدم في رقم ٤ الحال مع صاحبها والفرق ظاهر بين العامل والصاحب.
(٢) الآية «٧» من سورة القمر «٥٤».
(٣) عدس : اسم صوت لزجر البغل ، وعباد : هو ابن زياد بن أبي سفيان.