حذف لعلّة تصريفيّة ، وحذف لغير علّة.
١ ـ الحذف لعلّة تصريفيّة :
وهو الحذف القياسيّ وفيه ثلاث مسائل :
(إحداها) إذا كان الفعل الماضي على وزن «أفعل» وبزيادة الهمزة في أوله ، فيجب حذف الهمزة من مضارعه ، ووصفي الفاعل ، والمفعول (١) ، نحو «أكرم ويكرم ونكرم وتكرم ومكرم ومكرم» وأصلها : «أؤكرم ويؤكرم». وكذا الباقي. وشذّ قول أبي حيّان الفقعس : «فإنه أهل لأن يؤكرما».
وأمّا لو أبدلت همزة «أفعل» هاء كقولهم في «أراق» : «هراق» أو أبدلت عينا كقولهم في «أنهل الإبل» (٢) : «عنهل الإبل». لم تحذف في المضارع ، ووصف الفاعل والمفعول ، فتقول : «هراق يهريق» فهو «مهريق ومهراق» وكذا «عنهل يعنهل» فهو «معنهل» وهي «معنهلة».
(الثانية) في المثال وهو ما كانت فاؤه حرف علّة نحو «وعد يعد» حذفت فاؤه وهي الواو في المضارع. (انظر المثال).
(الثالثة) إذا كان الفعل ماضيا ثلاثيّا مكسور العين ، وعينه ولامه من جنس واحد. فإنه يستعمل في حال إسناده إلى الضمير المتحرّك على ثلاثة أوجه : تامّ ، ومحذوف العين بعد نقل حركتها إلى الفاء ، وغير منقولة نحو «ظل» تقول في التّام المسند إلى الضمير «ظللت» وفي المحذوف بعد نقل الحركة «ظلت» وغير منقولة «ظلت» ومثلها : «ظللنا» و «ظلنا» و «ظلنا» قال تعالى : (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ)(٣).
فإن زاد على الثلاثة تعيّن الإتمام نحو : «أقررت» كما يتعيّن الإتمام إن كان مفتوح العين نحو «حللت» ومنه : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ)(٤) وكذلك في قوله تعالى : (فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ)(٥) لأنه مفتوح العين.
وإن كان المضاعف مضارعا أو أمرا على زنة «ضرب» واتّصلا بنون النّسوة جاز الوجهان الأوّلان فقط : التّمام وحذف العين بعد نقل حركتها إلى الفاء ، نحو «يقررن» بالإتمام ، و «يقرن» بحذف عينه ونقل حركتها إلى الفاء ، والأمر نحو «أقررن» بالاتمام و «قرن» بكسر القاف
__________________
(١) كراهة اجتماع الهمزتين في المبدوء بهمزة المتكلم ، وحمل عليه غيره.
(٢) أنهل : أورد الإبل لتشرب.
(٣) الآية «٦٥» من سورة الواقعة «٥٦». وتفكّهون : تندمون.
(٤) الآية «٥٠» من سورة سبأ «٣٤».
(٥) الآية «٣٣» من سورة الشورى «٤٢».