النّصب أو الرّفع أو الكسر ، وواحد من الإفراد أو التّثنية أو الجمع ، وواحد من التذكير أو التأنيث ، وواحد من التّعريف أو التنكير ، فيكونان معرفتين كما تقدّم ، ونكرتين : ك «لبست ثوبا معطفا» ومنه قوله تعالى : (أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ)(١) فيمن نون كفّارة.
٤ ـ عطف البيان وبدل «كل» :
كلّ ما صلح أن يكون «عطف بيان» صلح أن يكون «بدل كلّ» إلّا في مسألتين :
«أ» ما لا يستغني التركيب عنه ، ومن صور ذلك ، قولك «هند قام زيد أخوها» فـ «أخوها» يتعيّن أن يكون «عطف بيان» على زيد ، ولا يجوز أن يكون «بدلا» منه ، لأنه لا يصحّ الاستغناء عنه : لاشتماله على ضمير رابط للجملة الواقعة خبرا ل «هند» ، فوجب أن يعرب «أخوها» : «عطف بيان» لا «بدلا» لأنّ البدل على نيّة تكرار العامل ، فكأنّه من جملة أخرى ، فتخلو الجملة المخبر بها عن رابط.
«ب» ما لا يصلح حلوله محلّ الأوّل ، ومن صوره أن يكون «عطف البيان» مفردا معرفة معربا والمتبوع منادى ومنه قول طالب بن أبي طالب :
أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا |
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا (٢) |
أو يكون «عطف البيان» ب «أل» و «المتبوع» منادى خاليا منها نحو : «يا محمد المهدي» أو يكون «عطف البيان» خاليا من أل و «المتبوع» ب «أل» قد أضيف إليه صفة ب «أل» نحو «أنا النّاصح الرجل محمد» ومنه قول المرّار الأسدي :
أنا ابن التّارك البكريّ بشر |
عليه الطّير ترقبه وقوعا (٣) |
لأنّ الصفة المقرونة بأل ك «النّاصح» والتّارك» لا تضاف إلّا لما فيه «أل» أو يضاف اسم التّفضيل إلى عامّ أتبع بقسميه نحو «محمّد أفضل النّاس الرّجال والنّساء» فاسم التّفضيل بعض ما
__________________
(١) الآية «٩٥» من سورة المائدة «٥».
(٢) «عبد شمس ونوفلا» يتعين كونهما معطوفين عطف بيان على أخوينا ، ويمتنع فيهما البدلية لأنهما ـ على تقدير البدلية ـ يحلّان محلّ «أخوينا» فيكون التقدير «يا عبد شمس ونوفلا» بالنصب ، وذلك لا يجوز لأن المنادى إذا عطف عليه اسم مجرد من «أل» وجب أن يعطى ما يستحقّه لو كان منادى ، و «نوفل» لو كان منادى لقيل «يا نوفل» بالضم ، لا «يا نوفلا» بالنصب.
(٣) أراد ببشر : بشر بن عمرو ، المعنى : أنا ابن الذي ترك بشرا مثخنا بالجراح ، يعالج طلوع الرّوح فالطير واقفة ترقب موته لتأكل منه لأنها لا تقع عليه ما دام حيّا.