التقدير : لنتغدّى ، وليتذكّر والأولى حمله على الرجاء ، وكأن المعنى اذهبا على رجائكما كما قد تأتي للاستفهام (١) ، نحو : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى)(٢) تقديره : وما يدريك أيزّكّى. وهي من أخوات «إنّ» وأحكامها كأحكامها.
وخبر «لعلّ» يكون اسما نحو : «لعلّ محمّدا صديق» أو جارّا نحو : «لعلّ خالدا في رحمة الله ومغفرته». أو جملة نحو : «لعلّ زيدا إن أتيته أعطاك» وإن كان الخبر مضارعا فهو بغير «أن» أحسن ، قال تعالى : (لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً)(٣) وقال : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى)(٤).
وقد يقترن خبرها ب «أن» كثيرا حملا على عسى كقول الشاعر :
لعلّك يوما أن تلمّ ملمّة |
عليك من اللائي يدعنك أجدعا |
وقد تتّصل ب «لعلّ» «ما» الكافّة ، فتكفّها عن العمل لزوال اختصاصها بالأسماء ، ومنه قول الفرزدق :
أعد نظرا يا عبد قيس لعلّما |
أضاءت لك النّار الحمار المقيّدا (٥) |
وقيل في «لعلّ» لغات عشر ، أفصحها وأصحّها «لعلّ».
(انظر إنّ وأخواتها).
لعلّ في لغة عقيل : تأتي في لغة عقيل حرف جرّ ، شبيه بالزّائد ، ومنه قول شاعرهم :
لعلّ الله فضّلكم علينا |
بشيء أنّ أمّكم شريم (٦) |
فلفظ الجلالة مبتدأ مجرور لفظا على نحو : «بحسبك درهم».
اللّفظ :
ـ تعريفه :
صوت مشتمل على بعض الحروف تحقيقا ك «علم» أو تقديرا كالضّمير المستتر في قولك «استقم» الذي هو فاعله. و «اللّفظ» مصدر استعمل بمعنى الملفوظ به ، وهو المراد به هنا ، و «اللّفظ» خاصّ بما يخرج من الفم من القول ، فلا يقال : «لفظ الله» كما يقال «كلام الله».
__________________
(١) أثبته الكوفيون.
(٢) الآية «٣» من سورة عبس «٨٠».
(٣) الآية «١» من سورة الطلاق «٦٥».
(٤) الآية «٤٤» من سورة طه «٢٠».
(٥) وهناك رواية صحيحة : فربما بدل لعلما ولا شاهد فيه.
(٦) «لعل» حرف جر شبيه بالزائد (الله) مبتدأ رفع بحركة مقدرة لاشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.