فاقترانه باللّام أكثر نحو (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً)(١) ومن القليل : (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً)(٢). وإمّا نفي ب «ما» فالأمر بالعكس نحو (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ)(٣) وقول الشاعر :
ولو نعطى الخيار لما افترقنا |
ولكن لا خيار مع اللّيالي |
وقد يلغى خبر «لو» اكتفاء بما يدلّ عليه الكلام وثقة بفهم المخاطب ، وذلك من سنن العرب ، كقول امرىء القيس :
وجدّك لو شيء أتانا رسوله |
سواك ، ولكن لم نجد لك مدفعا |
والمعنى : لو أتانا رسول سواك لدفعناه. وفي القرآن الكريم : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ)(٤) وفي ضمنه : لكنت أكفّ أذاكم عني ، ونحو (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) ، وفي كلام الله من هذا كثير.
لو للعرض : مثالها «لو تنزل عندنا فتصيب خيرا» ولا جواب له والفاء بعدها فاء السّببيّة لأنّ العرض من الطلب.
لو المصدريّة : ترادف «أن» وأكثر وقوعها بعد «ودّ» نحو (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ)(٥) أو «يودّ» نحو (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ)(٦) وتقديره : يودّ الإدهان ويودّ التعمير.
ومن القليل قول قتيلة أخت النّضر بن الحارث الأسدية :
ما كان ضرّك لو مننت وربّما |
منّ الفتى وهو المغيظ المحنق |
وإذا وليها الماضي بقي على مضيّه ، أو المضارع تخلّص للاستقبال ، كما أنّ «أن» المصدرية كذلك.
لو لا ولو ما : لهذين الحرفين استعمالان :
أحدهما : أن يدلّا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما فيختصّان بالجمل الاسميّة ، نحو : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ)(٧) وقول الشاعر :
لو لا الإصاخة للوشاة لكان لي |
من بعد سخطك في الرّضاء رجاء |
والاسم المبتدأ بعد «لو لا» الامتناعية يجب حذف خبره ، لأنه معلوم بمقتضى معنى «لو لا».
(انظر الخبر (١٤)).
والمدلول على امتناعه هو الجواب ،
__________________
(١) الآية «٦٥» من سورة الواقعة «٥٦».
(٢) الآية «٧٠» من سورة الواقعة «٥٦».
(٣) الآية «١١٢» من سورة الأنعام «٦».
(٤) الآية «٨٠» من سورة هود «١١».
(٥) الآية «٩» من سورة القلم «٦٨».
(٦) الآية «٩٦» من سورة البقرة «٢».
(٧) الآية «٣١» من سورة سبأ «٣٤».