ولا تعمل إلّا بشرط أن يتقدّم عليها : «نفي ، أو نهي ، أو دعاء». مثال النّفي (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ)(١) ومثال النّهي قول الشاعر :
صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو |
ت فنسيانه ضلال مبين (٢) |
ومثال الدّعاء قول ذي الرّمّة :
ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى |
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر (٣) |
وتنفرد عن «كان» بأنّها لا يجوز تقديم خبرها عليها ، فلا يجوز «صائما ما زال عليّ» ـ أمّا تقدّمه على «زال» وبعد «ما» فجائز نحو : «ما صائما زال عليّ» وبأنها ألزمت النّقص فلا يأتي منها فعل تامّ.
(انظر كان وأخواتها).
الماضي :
١ ـ تعريفه :
ما دل على شيء مضى ، قلّت حروفه أو كثرت ، إذا أحاط به معنى «فعل» نحو «ضرب» و «حمد» و «دحرج» و «انطلق» و «اقتدر» و «استخرج» و «اغدودن».
٢ ـ علامته :
يتميّز الماضي بقبول تاء الفاعل (٤) ك «تبارك وعسى وليس» ، أو تاء التّأنيث السّاكنة ك : «نعم وبئس وعسى وليس».
٣ ـ حكمه :
الماضي مبنيّ على الفتح دائما كما يقول المبرد وسيبويه ، وهو الأصل ، في بنائه ، أمّا ما يعرض له من الضّم والسّكون فذلك لعارض الواو ، والضّمير. وقيل يبنى على الضّم والسكون كما يبنى على الفتح ، وهذا ضعيف.
ما فتىء : أصل معنى «فتىء» نسيه وانكفّ عنه فلمّا دخلت «ما» أفادت الاستمرار والبقاء.
وهي من أخوات «كان» وأحكامها كأحكامها ، وهي ناقصة التّصرف فلا يستعمل منها أمر ولا مصدر ولا تعمل إلّا بشرط أن يتقدّم عليها «نفي أو نهي أو
__________________
(١) الآية «١١٨» من سورة هود «١١».
(٢) صاح : مرخم صاحب على غير قياس.
(٣) «القطر» وهو المطر : اسم زال مؤخرا و «منهلا» خبر مقدم و «ألا» حرف استفتاح «يا» حرف نداء والمنادى محذوف أي يا هذه أو حرف تنبيه «الجرعاء» تأنيث الأجرع : رملة مستوية لا تنبت شيئا.
(٤) ومتى دلّت كلمة على معنى الماضي ، ولم تقبل إحدى التّاءين ، فهي اسم فعل ماض ك «هيهات» بمعنى بعد ، و «شتّان» بمعنى افترق.