دعاء» نحو (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ)(١) ولا يجوز تقديم خبرها عليها بخلاف كان وكثير من أخواتها ولا ترد إلّا ناقصة (انظر كان وأخواتها).
ما لك قائما : معناه : لم قمت ، ونصبت «قائما» على الحال ، على تقدير : أيّ شيء يحصل لك في هذا الحال ، ومثله قوله تعالى : (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) معناه : أيّ شيء لكم في الاختلاف في أمرهم ، وفئتين : فرقتين ، وهو منصوب ـ عند البصريين ـ على الحال ، وعند الفرّاء : منصوب على أنّه خبر «كان» محذوفة ، فقولك : «مالك قائما» تقديره : لم كنت قائما.
ما لك وزيدا : ومثله : «وما شأنك وعمرا» فإنما حدّ الكلام ههنا : ما شأنك وشأن عمرو ، فإن حملت الكلام على الكاف المضمرة ـ أي عطفت عليها ـ فهو قبيح ، وإن حملته على الشّأن ـ أي عطفته ـ لم يجز ، فلمّا كان ذلك قبيحا حملوه على الفعل ـ أي المقدّر ـ فقالوا : «ما شأنك وزيدا» أي ما شأنك وتناولك زيدا. وقال المسكين الدارمي :
فما لك والتّلدّد حول نجد |
وقد غصّت تهامة بالرجال |
وسيأتي هذا البيت في المفعول معه على الرّأي الضّعيف ، وقال عبد مناف ابن ربع الهذلي :
وما لكم والفرط لا تقربونه |
وقد خلته أدنى مردّ لعاقل (٢) |
فإذا أظهر الاسم فقال : «ما شأن عبد الله وأخيه يشتمه» فليس إلّا الجرّ ، لأنّه قد حسن أن تحمل الكلام على عبد الله ، أي تعطفه.
مبالغة اسم الفاعل وصيغها العاملة :
١ ـ تعريفها ومعناها :
أجروا اسم الفاعل إذا أرادوا أن يبالغوا في الأمر مجراه إذا كان على بناء فاعل ، لأنه يريد به ما أراد بفاعل من إيقاع الفعل ، إلّا أنّه يريد أن يحدّث عن المبالغة.
٢ ـ أمثلة المبالغة وعملها :
يقول سيبويه : فما هو الأصل الذي عليه أكثر هذا المعنى :
__________________
(١) الآية «٨٥» من سورة يوسف «١٢».
والأصل في الآية : لا تفتأ ، ولا ينقاس حذف النافي إلا بثلاثة شروط : الأوّل : كون الفعل مضارعا ، الثاني : كونه جواب قسم ، الثالث :
كون النافي «لا» ومثلها تبرح.
(٢) الفرط : طريق بتهامة ، وخلته : أي علمته ، لعاقل : المتحصن في المعقل.