كائنة ، وقوله تعالى : (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى)(١) أي يعلم ، وتقديره : يرى ما نعتقده حقّا. وقوله تعالى : (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ)(٢) وقولهم في المثل : «من يسمع يخل» أي من يسمع خيرا يظنّ مسموعه صادقا.
ويمتنع حذف أحدهما اقتصارا لغير دليل بالإجماع.
(٣) ما ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وهي : «أعطى» نحو «أعطى عبد الله زيدا درهما» و «كسا» نحو «كسوت بشرا الثياب الجياد» و «منح» نحو «منحت خالدا كتابا» و «ألبست أحمد قميصا» و «اخترت الرّجال محمّدا» و «سمّيته عمرا» وكنّيت «عمر أبا حفص» و «دعوته زيدا» التي بمعنى سمّيته ، و «أمرتك الخير» و «أستغفر الله ذنبا». وهذا وأمثاله يجوز فيه الاقتصار على المفعول الأول.
ويقول سيبويه في هذا الباب : الذي يتعدّاه فعله إلى مفعولين ، فإن شئت اقتصرت على المفعول الأوّل ، وإن شئت تعدّى إلى الثّاني ، كما تعدّى إلى الأول.
وذلك قولك : «أعطى عبد الله زيدا درهما» و «كسوت بشرا الثّياب الجياد» ومن ذلك «اخترت الرّجال عبد الله». ومثل ذلك قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً)(٣) وسمّيته زيدا ، وكنّيت زيدا أبا عبد الله ، ودعوته زيدا إذا أردت دعوته التي تجري مجرى سمّيته ، وإن عنيت الدّعاء إلى أمر يجاوز مفعولا واحدا ، ومنه قول الشّاعر :
أستغفر الله ذنبا لست محصيه |
ربّ العباد إليه الوجه والعمل |
وقال عمرو بن معد يكرب الزّبيدي :
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به |
فقد تركتك ذا مال وذا نشب |
وإنما فصل هذا أنّها أفعال توصل بحروف الإضافة فتقول : اخترت فلانا من الرّجال وسمّيته بفلان ، كما تقول :
عرّفته بهذه العلامة ، وأوضحته بها ، وأستغفر الله من ذلك ، فلمّا حذفوا حرف الجرّ عمل الفعل ، ومثل ذلك قول المتلمّس :
آليت حبّ العراق الدهر أطعمه |
والحبّ يأكله في القرية السّوس |
يريد : على حبّ العراق ... إلخ.
(٤) المتعدّي إلى ثلاثة مفاعيل : وهو «أعلم» و «أرى» وقد أجمع عليهما ، وزاد سيبويه : «نبّأ» و «أنبأ» ، وزاد الفرّاء في معانيه «خبّر وأخبر» وزاد الكوفيون : حدّث (انظر في حروفها).
__________________
(١) الآية «٣٥» من سورة النجم «٥٣».
(٢) الآية «١٢» من سورة الفتح «٤٨».
(٣) الآية «١٥٥» من سورة الأعراف «٧».