(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(١) و (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ)(٢). (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ)(٣) و (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ)(٤) وأقول : ولو أتينا بالتّنوين وأعملناها ظاهرا لقلنا في غير القرآن : ذائقة الموت ، ومرسلون النّاقة ، وناكسون رءوسهم ، ومحلّين الصّيد والمعنى واحد ، ولكنّ حذف التّنوين والنّون أخفّ ، وأتى على الأصل قوله تعالى : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ)(٥).
ومما جاء في الشعر غير منوّن قول النابغة :
احكم كحكم فتاة الحيّ إذ نظرت |
إلى حمام شراع وارد الثّمد (٦) |
وصف به النكرة ـ وهي حمام ـ لأنّ هذه الإضافة لا تفيد تعريفا كما تقدّم.
وقال المرّار الأسدي :
سلّ الهموم بكلّ معطي رأسه |
ناج مخالط صهبة متعيّس (٧) |
٨ ـ صيغة فاعل بمعنى مفعول :
وقد تأتي صيغة «فاعل مرادا بها اسم المفعول بقلّة وجاء من ذلك قوله تعالى :
(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(٨) أي مرضيّة.
ومنه قول الحطيئة يهجو الزّبرقان :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها |
واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي |
أي المطعوم المكسي وقد يجيء «فاعل» مقصودا به النسب ك «لابن» أي صاحب لبن. و «تامر» صاحب تمر (انظر النسب).
اسم الفعل :
١ ـ تعريفه :
هو ما ناب عن الفعل في العمل ولم يتأثّر بالعوامل ك «شتّان» و «صة» و «أوّه» وهو نوعان :
مرتجل ومنقول ، ومنها المتعدّي واللازم.
٢ ـ اسم الفعل المرتجل :
هو ما وضع من أوّل الأمر كذلك ك «هيهات» بمعنى بعد ، و «أوّه» بمعنى أتوجّع و «أفّ» بمعنى أتضجّر. و «وي» بمعنى أعجب قال تعالى : (وَيْكَأَنَّهُ لا
__________________
(١) الآية «١٨٥» من سورة آل عمران «٣».
(٢) الآية «٢٧» من سورة القمر «٥٤».
(٣) الآية «١٢» من سورة السجدة «٣٢».
(٤) الآية «١» من سورة المائدة «٥».
(٥) الآية «٢» من سورة المائدة «٥».
(٦) شراع : واردة للماء ، الثّمد : الماء القليل.
ويقول الشاعر للنعمان بن المنذر مصيبا للحق والعدل كما أصابت فتاة الحي وهي زرقاء اليمامة حين حزرت الحمام فأصابت.
(٧) معطى رأسه : ذلول ، ناج : سريع ، الصهبة : بياض يضرب إلى حمرة. متعيّس : الأبيض تخالطه شقرة.
(٨) الآية «٢١» من سورة الحاقة «٦٩».