ممّن حملن به وهنّ عواقد |
حبك النّطاق فشبّ غير مهبّل (١) |
وقد جعل بعضهم «فعّالا» بمنزلة فواعل فقالوا : «قطّان مكّة» و «سكّان البلد الحرام».
٥ ـ حكم تابع معمول اسم الفاعل :
يجوز في تابع معمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة : الجرّ مراعاة للّفظ ، والنصب مراعاة للمحلّ ، أو بإضمار وصف منوّن ، أو فعل نحو «العاقل مبتغي دين ودنيا» أي ومبتغ دنيا ، أو يبتغي دنيا ، ومنه قوله :
هل أنت باعث دينار لحاجتنا |
أو عبد ربّ أخا عون بن مخراق (٢) |
نصب عبد عطفا على محل دينار ، ولو جر «عبد رب» لجاز ، بل هو الأرجح ، فإن كان الوصف غير عامل تعيّن إضمار فعل للمنصوب نحو قوله تعالى : (جاعِلِ)(٣) الْمَلائِكَةِ رُسُلاً (٤).
٦ ـ تقديم معمول اسم الفاعل عليه : يجوز تقديم معمول اسم الفاعل عليه نحو «الكتاب أنا قارىء» إلّا إذا كان اسم الفاعل مقترنا ب «أل» أو مجرورا بإضافة أو بحرف جرّ غير زائد فلا يجوز فيه تقديم المعمول نحو «قدم المؤلف الكتاب» و «هذا كتاب معلّم الأدب» و «ذهب أخي بمؤدّب ابني».
فإن كان حرف الجرّ زائدا جاز التّقديم نحو «ليس محمد خليلا بمكرم» والأصل «ليس محمد بمكرم خليلا».
٧ ـ إضافة معمول اسم الفاعل : يقول سيبويه : واعلم أنّ العرب يستخفّون فيحذفون التّنوين ـ أي من اسم الفاعل المفرد ، للإضافة ـ والنون ـ أي من المثنّى والجمع للإضافة ـ ولا يتغيّر من المعنى شيء ، وينجرّ المفعول (٥) لكفّ التنوين من الاسم ، فصار عمله فيه الجر ـ أي يصير المفعول مضافا إليه ومعناه المفعول ـ ودخل الاسم معاقبا للتنوين.
ويقول : وليس يغيّر كفّ التّنوين ، إذا حذفته مستخفّا ، شيئا من المعنى ، ولا يجعله معرفة فمن ذلك قوله عزوجل :
__________________
(١) الحبك : واحده : حبيك : الطرائق. النّطاق : ما تشده المرأة في حقوها. المهبّل : المعتوه الذي لا يتماسك.
(٢) دينار وعون بن مخراق كلها أعلام والمعنى :
هل أنت باعث لحاجتنا دينارا أو عبد ربّ الذي هو أخو عون بن مخراق.
(٣) إنما لم يعمل «جاعل» في الآية وهو اسم فاعل لأنه بمعنى الماضي و «رسلا» مفعول لجعل مقدرة.
(٤) الآية «١» من سورة فاطر «٣٥».
(٥) وخص المفعول ليخرج الفاعل والحال والتمييز فإنها لا تضاف.