عليا» (١). ثم نقلوه من المصدرية وسمّوا به فعله فقالوا : «رويد عليّا» (٢).
(الثاني) مصدر أهمل فعله نحو «بله» فإنه في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف ل «دع» و «اترك» يقال «بله عليّ» بالإضافة للمفعول ، كما يقال : «ترك عليّ» ثم نقلوه ، وسمّوا به فعله فقالوا : «بله عليّا» بنصب المفعول ، وبناء «بله» على الفتح على أنّه اسم فعل. وتستعمل «بله» بمعنى «كيف» فتكون خبرا مقدّما ، وما بعدها مبتدأ مؤخّر. وقد روي بالأوجه الثلاثة (٣) قول كعب بن مالك في وقعة الأحزاب :
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها |
بله الأكفّ كأنّها لم تخلق (٤) |
٤ ـ المنوّن وغير المنوّن من أسماء الأفعال :
ما نوّن من أسماء الأفعال كان «نكرة» وما لم ينوّن كان «معرفة» ، وقد التزم التنكير في «واها» والتزم التعريف في «نزال» و «تراك» وبابهما.
٥ ـ القياس في أسماء الأفعال لا ينقاس من أسماء الأفعال إلّا موازن «فعال» أمرا من الثلاثيّ التام المتصرف ك «نزال» و «أكال» بمعنى انزل وكل ، وما عدا ذلك فالمعوّل فيه السماع.
٦ ـ عمل اسم الفعل :
يعمل اسم الفعل عمل مسمّاه في التّعديّ واللزوم غالبا ، فإن كان مسمّاه لازما كان اسم فعله كذلك ، تقول : «هيهات نجد» كما تقول : بعدت نجد قال جرير :
فهيهات هيهات العقيق ومن به |
وهيهات خلّ بالعقيق نواصله |
وكذا إن كان متعدّيا تقول «تراك الفاسق» كما تقول «اترك الفاسق» و «حيهلا الثّريد» بمعنى إيته ، أو على الثّريد بمعنى أقبل عليه ، أو «بالثّريد» بمعنى عجّل به ، ومنه «إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر» أي أسرعوا بذكره ، ومن غير الغالب «آمين» بمعنى : استجب ، فإنّه لازم ، وفعله متعدّ.
__________________
(١) «رويد» في المثالين : مصدر نائب عن أرود وفاعله مستتر وجوبا و «محمد» في الأول مفعول به مجرور بإضافة المصدر إلى مفعوله و «عليا» في الثاني مفعول به منصوب.
(٢) والدليل على أن رويد «اسم فعل» كونه مبنيا بدليل كونه غير منون.
(٣) الإضافة والنصب على أنه مفعول به والرفع على أنه مبتدأ مؤخر.
(٤) فاعل «تذر» يعود على السيوف في البيت قبله وهو قوله :
نصل السيوف إذا قصرنا بخطونا |
قدما ونلحقها إذا لم تلحق |
والجماجم جمع جمجمة : وهي عظم الرأس ، وضاحيا من ضحا يضحى : إذا ظهر وبرز ، والهامة : وسط الرأس ومعظمه.