بهم يقولون : «التّراب لك» و «العجب لك» وتفسير كتفسيره حيث كان نكرة.
المفعول معه :
١ ـ تعريفه :
هو : اسم فضلة مسبوق بواو بمعنى «مع» تالية لجملة ذات فعل ، أو اسم فيه معنى الفعل وحروفه ، مذكور لبيان ما فعل الفعل بمقارنته نحو «دع الظّالم والأيّام» و «أنا سائر وساحل البحر».
وتقول : «امرأ ونفسه» والمعنى : دع امرأ ونفسه : مفعول معه ، ونحو «لو تركت النّاقة وفصيلها لرضعها». وإنّما أردت : ولو تركت النّاقة مع فصيلها ، فالفصيل مفعول معه.
وواو المعيّة ـ عند سيبويه ـ تعمل في الاسم ولا تعطف على الضمير قبلها ومثل ذلك : «ما زلت وزيدا حتى فعل» وقال كعب بن جعيل :
وكان وإيّاها كحرّان لم يفق |
عن الماء إذ لاقاه حتى تقدّدا |
ولا يجوز تقدّمه على عامله ، فلا تقول «وضفّة النّهر سرت».
٢ ـ الرفع بعد أنت وكيف وما الاستفهامية :
تقول : «أنت وشأنك» و «كيف أنت وزيد» و «ما أنت وخالد» يعملن فيما كان معناه مع ـ بالرفع ، ويحمل على المبتدأ ، ألا ترى أنّك تقول : «ما أنت وما زيد» فيحسن ، ولو قلت : «ما صنعت وما زيدا» لم يحس ولم يستقم ، وزعموا أنّ ناسا يقولون : «كيف أنت وزيدا» و «ما أنت وزيدا» وهو قليل في كلام العرب ، ولم يحملوا الكلام على ما ولا كيف ، ولكنّهم حملوه على الفعل. وعلى النّصب أنشد بعضهم ـ وهو أسامة بن الحارث الهذلي :
فما أنا والسّير في متلف |
يبرّح بالذّكر الضّابط |
على تأويل : ما كنت ، لم يحملوا الكلام على ما ولا كيف ، ولكنهم حملوه على الفعل ، ومثله قولك : «كيف أنت وقصعة من ثريد» التقدير عند من نصب : كيف تكون وقصعة من ثريد. «وكيف أنت وزيدا» قدّروه : ما كنت وزيدا.
وزعموا أنّ الرّاعي كان ينشد هذا البيت نصبا :
أزمان قومي والجماعة كالذي |
منع الرّحالة أن تميل مميلا (١) |
وقدّروه : أزمان كان قومي والجماعة ،
__________________
(١) وصف ما كان من استواء الزمان واستقامة الأمور قبل فتنة عثمان ، فإنّ قومه التزموا الجماعة وتمسّكوا بها تمسّك من لزم الرّحالة ومنعها أن تميل فتسقط.