واجتماع كلّ معاني الرّجولة فيه. وكذلك : كافيك من رجل ، وهمّك (١) من رجل ، وناهيك من رجل. و «مررت برجل ما شئت من رجل» و «مررت برجل شرعك (٢) من رجل» و «مررت برجل هدّك من رجل» و «بامرأة هدّك من امرأة» ، فهذا كلّه على معنى واحد ، وما كان يجري فيه الإعراب فصار نعتا لأوّله جرى على أوّله (٣).
وسمعنا بعض العرب الموثوق بهم يقول «مررت برجل هدّك (٤) من رجل» و «مررت بامرأة هدّتك من امرأة» فجعله فعلا مفتوحا ، كأنّه قال : فعل وفعلت بمنزلة كفاك وكفتك.
ومن النّعت (٥) أيضا : مررت برجل مثلك ، فمثلك نعت على أنّك قلت : هو رجل كما أنّك رجل. ويكون نعتا أيضا على أنّه لم يزد عليك ، ولم ينقص عنك في شيء من الأمور ، ومثله : مررت برجل ، مثلك أي صورته شبيهة بصورتك» وكذلك : مررت برجل ضربك وشبهك وكذلك نحوك ، يجرين في الإعراب مجرى واحدا ، وهنّ مضافات إلى معرفة صفات لنكرة (٦) ، ثم يقول : ومنه «مررت برجل شرّ منك» فهو نعت على أنّه نقص أن يكون مثله.
ومنه : «مررت برجل خير منك» فهو نعت بأنّه قد زاد على أنّه يكون مثله.
ومنه «مررت برجل غيرك» فغيرك نعت يفصل به بين من نعتّه بغير وبين من أضفتها إليه حتى لا يكون مثله ، أو يكون مرّ باثنين. ومنه : «مررت برجل آخر» فآخر نعت على نحو غير.
ومنه «مررت برجل حسن الوجه».
نعت الرّجل بحسن وجهه ، ولم تجعل فيه الهاء التي هي إضمار الرجل أي حسن وجهه.
وقال : وممّا يكون نعتا للنكرة وهو مضاف إلى معرفة قول الشاعر امرىء القيس :
__________________
(١) همّك : أي حسبك.
(٢) قال ثعلب : هذا بيت نصبوه على ارماح ليستظلوا به فطيرته الريح ، والشاهد فيه نعت فرس النكرة بقوله «مستقبل الريح» ظاهره معرفة وهو بمنزلة النكرة.
(٣) جرى على أوّله : أي إن النعت يتبع المنعوت باعرابه رفعا ونصبا وجرا لأنهما لشيء واحد.
(٤) أي بفتح الدال.
(٥) أي من نعت النكرات.
(٦) المعرفة لا تكون نعتا لنكرة ، أما هذه الألفاظ كلها من شرعك وهدك ومثلك ونحوك وغيرك فظاهرها أنها تعرّفت بالإضافة إلى الضّمير ، وحقيقتها أنها لم تكتسب تعريفا مّا لشدّة شيوعها وإبهامها.